info@assayad.com     +971 2 443 7475     +971 777 55 33
العدد 3907
 - 
السبت ٢٧ - أبريل - ٢٠٢٤ 
ABU DHABI
ABU DHABI
السبت ٢٧ - أبريل - ٢٠٢٤  /  العدد 3907
الأرشيف
تابعونا على فيس بوك
تابعونا على تويتر
أخبار عربيّة
خطابات الأكاذيب أفلست الوطن
رياض سلامة يعترف بتمويل الفساد تحت حكم القانون ..!
* معيار الطمأنينة هو مدى قدرة المودعين على الوصول إلى أموالهم ..
وليس وجودها في المصارف لتتحكم بها بغير وجه حق
قَبِلَ حاكم مصرف لبنان رياض سلامة التحدي الذي وضعه أمامه رئيس الحكومة حسان دياب.. فالأخير كان قد طلب من سلامة الإعلان صراحة عمّا يحصل في مصرف لبنان، معتبراً أن هناك غموضاً مريباً في أداء الحاكم، خصوصاً بشأن سعر صرف الليرة، وهذا الغموض ساهم بتسريع تدهور سعر صرف الليرة، ما انعكس على كل شيء في البلاد.
وفي الوقت الذي أراد الحاكم الدفاع عن نفسه، نرى أنه أدانها حين اعترف أنه مارس سياسات نقدية عن قناعة وإخلاص.. هذه السياسات أسهمت بشكل كبير في إيصال الاقتصاد اللبناني والعملة إلى مرتبة متدنية، لأنها فصلت بين الاقتصاد والنقد، وهوبالضبط ما يعكس أهداف السلطة السياسية وأدواتها النقدية، البعيدة كلياً عن أهداف ومصالح الناس التي تظهر عادة في الاقتصاد.. يعني أن "الحاكم" اعترف بتمويل الفساد تحت حكم القانون ..!

تهوي الليرة اللبنانية مقابل الدولار منذ أكتوبر/تشرين الثاني، إذ فقدت أكثر من نصف قيمتها في ظل نضوب التدفقات الأجنبية وفرض البنوك قيودا صارمة للحفاظ على العملة الصعبة الآخذة في التضاؤل.. وفي كلمة أذاعها التلفزيون، رسم دياب صورة قاتمة لمالية المصرف المركزي، لافتاً إلى بيانات تشير إلى خسائر "متسارعة"، إذ فُقدت سبعة مليارات دولار منذ بداية العام، منها ثلاثة مليارات في الأسابيع الأربعة الأخيرة وحدها.
لا للـ"هيركت" !
دافع حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة عن سجله، رافضاً انتقادات من رئيس الوزراء الذي أنحى باللوم عليه في الأزمة المالية، وطمأن المدخرين بأنه لا توجد ضرورة لخفض قيمة الودائع.. وقال سلامة في خطاب بثه التلفزيون "نحن نعتقد أنه لا يوجد ضرورة أبداً ولا يجب اعتماد الـ"هيركت" (خفض القيمة).. بالعكس الكلام عن الـ"هيركت" وهذه الطروحات هي بالفعل ترعب المودعين وتؤخر إعادة اضطلاع القطاع المصرفي بدوره بتمويل الاقتصاد".. وتابع:"نحن نطمأن اللبنانيين ونؤكد أن ودائعهم موجودة وهي بالقطاع المصرفي ويتم استعمالها".. وكان رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب انتقد مؤخراً حاكم المصرف المركزي، مشككاً في أدائه بعد هبوط حاد لليرة، ودعاه إلى أن يوضح للبنانيين اتجاه السياسة.
شدد سلامة على أن البنك المركزي لم يخف معلومات وإن سياسات الهندسة المالية ساعدت لبنان على كسب الوقت لإجراء إصلاحات وتمويل واردات مهمة.. وأردف:"نحن نصدر التعاميم تبعاً للقانون وتبعاً لتوجهاتنا بالسياسية النقدية.. لا شيء بالقانون يطلب منا أن كل تعميم بدنا نعمله يجب أن يكون منسقاً مع جهات حكومية.. نريد دائماً أن نكون على تنسيق مع الحكومة اللبنانية، ولا مرة الحكومة اللبنانية طلبت منا شيئا ونحن هربنا".. وقال: "لكن القول إن التعميم الذي سيصدر عن مصرف لبنان يجب أن تكون الحكومة موافقة عليه، هذا مس باستقلالية المصرف المركزي ومس بقانون النقد والتسليف".
وقال الحاكم إن "البنك المركزي مول الدولة نعم ولكن ليس هو من صرف الأموال.. هنالك من صرف الأموال.. مصرف لبنان ليس لديه الإمكانية ليعرف كيف انصرفت الأموال، هناك مؤسسات في الدولة ومؤسسات إدارية بالدولة عندها المهمة أن تكشف على كيفية الإنفاق".. وختم بالقول: "عندما يحملون البنك المركزي والحاكم بالأخص وبمفرده موضوع التمويل ومراقبة هذا التمويل ودون أن يكون لديه هذه الإمكانيات، فهذه اعتبرها أنا عنصراً من عناصر التعبئة للحملة الممنهجة ضد مصرف لبنان وضد حاكم مصرف لبنان".
3 صدمات بوقت واحد
في تناقض صارخ، يقول سلامة بأن التطمينات حول العملة غابت بعد ثلاث صدمات تعرضت لها البلاد، وهي التخلّف عن دفع سندات "اليوروبوند" وانتشار فيروس كورونا، وإقفال المصارف.. هذه الصدمات ما زالت موجودة، فكيف يطمئننا الحاكم عن الليرة وأموال المودعين؟.. ومع ذلك، ينبغي تذكير الحاكم بأن تراجع سعر صرف الليرة بدأ قبل تلك الصدمات.. وباستثناء فيروس كورونا، فإن التخلّف عن دفع السندات وإقفال المصارف، هي نتائج للسياسات النقدية التي تكاملت مع السياسيات المالية وأسلوب ادارة البلاد ومواردها، وأدّت جميعها إلى ضرب الاستقرار الاقتصادي والنقدي.
لا معلومات مكتومة !
نفى سلامة وجود غموض في سياساته وقراراته واجراءاته، فلا معلومات مكتومة، بل يسلّم المصرف المركزي حساباته دورياً إلى الدولة اللبنانية وينشرها في الجريدة الرسمية.. كما أن قرارات المجلس المركزي لمصرف لبنان، تُبلَّغ لمفوّض الحكومة الذي يبلغها بدوره إلى وزارة المالية.. وأيضاً، فإن وزارتا المالية والاقتصاد ممثلتان في المجلس المركزي عبر المدير العام لكل وزارة.
أرقام كثيرة عرضها سلامة، تُبيّن من وجهة نظره حجم الدولارات التي تناقصت من الودائع في المصارف وحجم السيولة الموجودة في المركزي حالياً، إلى جانب المبالغ التي صرفت لتمويل استيراد الفيول والقمح والدواء، وتلك التي صرفتها الدولة على الفيول ومصاريف أخرى.. بالإضافة إلى حجم الأموال التي أقرَضَها المركزي للمصارف التجارية.. وهذا العرض، أراد به سلامة تبرئة ساحته من أي ارتكابات.
ولتدعيم موقفه، أكد سلامة أن ما صرفه المركزي لتمويل الدولة برغم عدم قدرتها على السداد، وفي ظل العجز المتواصل وعدم القيام بالاصلاحات، استند إلى قانون النقد والتسليف الذي يلزم المركزي بالدفع وطلب سندات مقابل التمويل، وهذا ما حصل على مدى سنوات.. وأوضح سلامة أن المجلس المركزي لمصرف لبنان، أقر نظام مالي خاص بالمصرف، وهذا أمر طبيعي لأن المركزي لا يعمل كالبنوك التجارية.. وبحسب النظام المالي، فلا يحق للحاكم التصرف سوى بمبلغ لا يتعدى 150 مليون ليرة، والتصرف بما يفوق هذا المبلغ، خاضع لقرار المجلس المركزي، ويُبلّغ لمفوّض الحكومة الذي يطلع بدوره وزير المالية على صرف المبلغ، والقول عكس ذلك، وفق سلامة، هو ايهام للرأي العام بأن الانفاق محصور بشخص الحاكم.
"الحاكم" يدين نفسه
بالنسبة لحاكم المصرف، استطاع المركزي الحفاظ على استقرار سعر الصرف، حيث استشهد الحاكم بثبات السعر في القطاع المصرفي.. فيما قدَّم تواصله مع الصرافين لضبط سعر الصرف خارج المصارف، بصورة ايجابية تدعم سعيه للحفاظ على الليرة، فيما الحقيقة عكس ذلك تماماً.. لأن سياسات سلامة النقدية كانت تنخر استقرار الليرة شيئاً فشيئاً، حتى بات من المستحيل إخفاء ما يدور خلف ستارة تثبيت سعر الصرف من أزمات. كما أن التواصل لمحاولة ضبط سعر صرف الدولار، هو اعتراف بأن السوق غير مستقر وأن الليرة بخطر. لكن من المسؤول عن هذا الوضع؟ لم يعترف الحاكم بمسؤوليته.
دفاع عن المصارف
لا يخفي سلامة دفاعه المستمر عن القطاع المصرفي وليس عن الدولة وعملتها ومواطنيها.. وفي ذروة الأزمة وتحميله مسؤوليتها، يؤكد سلامة أنه مَنَعَ إفلاس المصارف.. ويعيد السبب إلى عدم خسارة المودعين لأموالهم في حال الإفلاس.. واقع الحال يشير إلى عكس ما يضمره سلامة.. إذ أن إفلاس المصارف يعني فشل سياسات سلامة وفشل المنظومة السياسية التي ربطت الاقتصاد بالقطاع الريعي وليس القطاع الانتاجي.. فضلاً عن أن إعلان الإفلاس يعني تحميل أصحاب المصارف، من رجال أعمال وسياسيين، أعباء إضافية من جيبهم الخاص، فيما إبقاء المصارف بعيدة عن الإفلاس، يعني تمكينها من ترتيب أمورها من أموال الناس.
ولم ينسَ سلامة إلقاء موقفه الشهير حيال الليرة، وهو تطمين الناس بأن الليرة بخير وكذلك الودائع، فالأموال موجودة في المصارف، وتُستَعمَل.. نعم الأموال موجودة وتُستَعمَل، وهذا هو صلب المشكلة والدليل الإضافي على فشل السياسات النقدية.. فمعيار الطمأنينة هو مدى قدرة المودعين على الوصول إلى أموالهم والتصرف بها، وليس وجودها في المصارف وتحكّم المصارف بها بغير وجه حق.
مسؤولية مشتركة
بات واضحاً بأن سلامة سقط في وحل سياساته النقدية ومشاركته في هدر المال العام لعقود.. فلا يصحّ التذرّع بالقانون في حال العلم بأن المال المعطى للدولة سيتم إهداره.. ولو كان سلامة صادقاً في حمايته للمال العام، لكان الأجدى به الاستقالة من منصبه وعدم السماح بهدر المال.. وللتأكيد على أن ما حصل طوال تلك السنوات لم يكن مجرد التزام بالقانون، وإنما شراكة، يصر سلامة على عدم كشف بيانات تحويل أموال السياسيين وكبار موظفي الادارات العامة من المصارف إلى الخارج، منذ العام 2018 على الأقل.. فكشف تلك البيانات تحمي سلامة إن كان بريئاً، وتكشف للرأي العام حجم الأموال التي يملكها المشتبه بهم بحصولهم على أموال غير مشروعة.
من ناحية أخرى، سلامة ورّط دياب مع أقطاب الطبقة السياسية، المؤيّدون قبل المعارضون.. فبحسب سلامة، وزارة المالية كانت تُبلَّغ دورياً بحسابات المصرف المركزي، كما أن أهل السلطة أخذوا الأموال من مصرف لبنان لتمويل المشاريع.. وفي هذه النقطة، حدّث ولا حرج عن ملفات الفساد المرتبطة بالمشاريع العامة، ولم يتردّد سلامة بالتصويب على كافة الحكومات السابقة حين قال إن مصرف لبنان موّل الدولة لكنه ليس مَن صرف الأموال مطالباً المؤسسات الدستورية في البلد بالكشف عن آلية وكيفية صرف تلك الأموال.. فهل سيكمل دياب مسلسل تساؤلاته ويتّجه نحو السياسيين، مسترشداً بما يملكه التفتيش المركزي وغيره، من ملفات حول الفساد؟ هل يستطيع دياب سؤال وزراء الطاقة حول الأموال المهدورة في قطاع الكهرباء؟ أو يستطيع سؤال وزراء الأشغال العامة المتعاقبين، عن التلزيمات في البنى التحتية وفي المطار وغير ذلك.. وماذا عن الجمارك؟.
أيضاً، تسليط سلامة الضوء على دور الطبقة السياسية في تدهور الأوضاع، يحيل إلى ضرورة تحميل مجلس النواب مسؤولية تجاهل ما يحصل. فكل ما قاله سلامة استند إلى القانون، وهو مسؤولية مجلس النواب.. وزارات وإدارات عامة تنتظر دياب، فهل يقف عند مصرف لبنان ويشكّل بذلك درع حماية للطبقة السياسية، ويكون الرصاصة الموجهة إلى رأس سلامة فقط، وبالتالي يكون سلامة قد أحرج دياب وورّطه؟ أم أن دياب سيُكمل طريقه؟
5.9 مليار دولار
وفي معرض رده على تصريحات رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب عن نفاد السيولة بالعملات الأجنبية من البنوك بعد "نزوح ودائع لبنانية بقيمة 5.7 مليار دولار في يناير وفبراير من العام الحالي"، اعترض سلامة على الأرقام التي عرضها رئيس الوزراء موضحا أن الرقم الفعلي هو 5.9 مليار دولار وليس 5.7 مليار دولار صرفت على الشكل الآتي:
- 3.7 مليار دولار استخدمت لتغطية قروض.
- 2.2 مليار دولار، سحبت نقدا من الزبائن، وهذا حق.



الفساد وجائحة كوفيد - 19 هنا الكويت.. الحداثة والعصرية وعراقة الماضي الباحثون عن تجديد الخطاب أبوظبي تعلن انخفاض حالات "كورونا" المؤكدة إلى أقل من 1% أشاد بعمل "فريق البحرين" بقيادة ولي العهد رئيس الوزراء الملك حمد بن عيسى آل خليفة : الوضع الصحي بخير.. والمملكة تسير بعون الله تعالى على طريق التعافي من الوباء منصة تعليمية مرموقة تخرج قدرات وكفاءات عالية المستوى "أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية" صرح وطني يؤهل أفضل المواهب الوطنية لتمثيل الإمارات على الساحة الدولية الإمارات تواصل حملة "تراحم من أجل غزة" رئيس الدولة يوجه بعلاج 1000 طفل فلسطيني في مستشفيات الإمارات برفقة عائلاتهم هوية الدولة مصر اعتبرها المواطن العربي قلب الأمة العربية النابض بالحرية والكرامة تركيا تبدأ ترحيل معتقلي تنظيم داعش إلى دولهم صندوق النقد العربي: الحكومات العربية تتبنى حزماً تحفيزية بلغت 180 مليار دولار لمواجهة "كورونا المستجد" عالم المصريات زاهي حواس: الاكتشافات الأثرية الأخيرة تعيد كتابة تاريخ سقارة من جديد محمد بن راشد ومحمد بن زايد يترأسان خلوة وزارية لرسم استراتيجية الـ 50 عاماً المقبلة
اخترنا لكم