توفي رئيس أركان الجيش الجزائري، أحمد قايد صالح عن 79 عاماً، وفق ما أعلنته وكالة الأنباء الرسمية في البلاد.. وأفاد بيان لرئاسة الجمهورية الجزائرية بأن رئيس أركان الجيش الجزائري توفي إثر سكتة قلبية ألمت به في منزله.. وأعلن الرئيس الجزائري الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام على إثر وفاة قائد صالح، ولمدة سبعة أيام بالنسبة لمؤسسة الجيش الوطني الشعبي، وفق ما جاء في بيان الرئاسة الجزائرية.
كان نائب وزير الدفاع الجزائري رئيس أركان الجيش الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، قد أكد مطلع ديسمبر 2019 في كلمة توجيهية ألقاها بمناسبة اللقاء الذي جمعه بإطارات وأفراد قيادة القوات البرية في زيارته لها أن بلاده ستنتصر بفضل "التلاحم القوي" بين الشعب الجزائري وجيشه.. وأشار صالح إلى أن "هناك أطرافاً لا تريد مطلقاً أن تبقى الجزائر محصنة وتتبع طريق الأمن والاستقرار والتنمية"، مشيراً إلى أن "هذه الأطراف، التي حاولت يائسة، مراراً وتكراراً، من أجل تحقيق أهدافها الخسيسة، التأثير الماكر والخبيث على صلابة الجبهة الداخلية وعلى قوة تماسك وتلاحم النسيج المجتمعي للشعب الجزائري، فباءت كل محاولاتها بالخيبة والفشل والخسران، كونها كانت في مواجهة شعب، اسمه الشعب الجزائري، الذي تحطمت على حصونه كافة المحاولات السابقة وستنكسر على قلاعه كل المحاولات اليائسة"..
وأوضح أنه "كما انتصرت الجزائر بالأمس من خلال تلاحم الشعب الجزائري مع جيش التحرير الوطني، فستنتصر بلادنا اليوم، بفضل هذا التلاحم القوي بين الشعب الجزائري وجيشه الوطني الشعبي".. وأضاف "بما تحقق إلى غاية الآن، من مطالب شعبية والتي تؤكد صدق مرافقة الجيش الوطني الشعبي للشعب الجزائري خلال هذه الفترة الحساسة، مرافقة اتسمت بسلامة النية وصدق الوعد، وتم في إطارها العمل على اجتثاث رؤوس العصابة، بل وشل أطرافها وأذنابها من خلال مكافحة بؤر الفساد الذي استلزم مرافقة العدالة بصفة كاملة".
ضد الضغوط
طوال 10 أشهر من الحراك تعرض رئيس الأركان الراحل لكثير من الاستفزازات والضغوط لكنه كان يحرص على التأكيد على أنه لا طموحات سياسية لمؤسسة الجيش الجزائري، وأن الجيش ملتزم بأداء مهامه الدستورية، وسيعمل على دعم الانتقال الديمقراطي للسلطة عبر الانتخابات.. وأكد أكثر من مرة على أن الجيش ملتزم بتأمين الحراك من أي مؤامرات تحاك ضده، كما أنه كان أول من أطلق مصطلح "العصابة" على الدائرة المقربة من الرئيس السابق بوتفليقة، وأكد أنه سيتم محاسبة كافة المسؤولين الفاسدين من النظام السابق، متعهدا بتخليص قطاع العدالة من كل الضغوط التي كانت عليه وهو ما تم بالفعل.
وكان أخر ظهور علني لرئيس الأركان الجزائري الراحل مؤخراً في جلسة تنصيب الرئيس الجزائري الجديد عبد المجيد تبون، حيث تم تقليده وسام الاستحقاق الوطني من درجة "صدر"، وقوبل الفريق قايد صالح يومها بتصفيق حاد وترحاب شديد من الحضور تقديراً لدوره في الأشهر الماضية.. ومن بين الأوسمة التى حصل عليها، قايد صالح، وسام جيش التحرير الوطني ووسام الجيش الوطني الشعبى الشارة الثانية ووسام الاستحقاق العسكري ووسام الشرف، وآخر الأوسمة كان وسام الاستحقاق الذي منحه له الرئيس الجديد عبدالمجيد تبون.
ثم بعد أن أنجز الاستحقاق الانتخابي ووصلت البلاد إلى بر الأمان.. شاءت الأقدار أن تنتهي مسيرة الرجل ليضع القبعة ويودع الحياة بعد أن كتب اسمه بأحرف من نور.

المحارب القديم
ولد أحمد قايد صالح في ولاية باتنة الجزائرية عام 1940، والتحق في وهو في سن الـ17 من عمره بجيش التحرير الوطني الذي حارب جيش الاستعمار الفرنسي.. وبعد استقلال الجزائر عام 1962، انخرط صالح في صفوف الجيش وتلقى دورات تدريبية في أكاديمية فيستريل السوفييتية وتخرج بشهادة عسكرية، ثم نجح في اعتلاء مناصب مهمة بالجيش، لحين وصوله إلى منصب قائد لسلاح البر عام 1994.. وفي عام 2006، حصل صالح على ترقية لرتبة فريق، وتولى رئاسة أركان الجيش الجزائري، ثم عينه بوتفليقة في سبتمبر 2013، بمنصب نائب وزير الدفاع، خلفاً لعبد الملك قنايزية، مع احتفاظه برئاسة أركان الجيش.