info@assayad.com     +971 2 443 7475     +971 777 55 33
العدد 3907
 - 
الجمعة ٢٦ - أبريل - ٢٠٢٤ 
ABU DHABI
ABU DHABI
الجمعة ٢٦ - أبريل - ٢٠٢٤  /  العدد 3907
الأرشيف
تابعونا على فيس بوك
تابعونا على تويتر
أخبار دوليّة
الولايات المتحدة وروسيا في عهد جو بايدن
سيناريوهات الحب والحرب
حددت دراسة حديثة صدرت عن مركز مصر للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، قضايا الشرق الأوسط أربعة سيناريوهات رئيسة، تحكم مستقبل العلاقات الأمريكية- الروسية في عهد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وسلّطت الدراسة الضوء على وضع قضايا وملفات منطقة الشرق الأوسط كونها ملفاً رئيساً يحكم العلاقة بين البلدين، في خضم التوترات والملفات المعقدة، التي تفرض نفسها على الساحة، وتفضي إلى مزيد من التصعيد بين البلدين.

تناولت الدراسة الصادرة عن المركز العلاقات الروسية- الأمريكة، انطلاقاً من وضع منطقة الشرق الأوسط محدداً وعاملاً مهماً في العلاقات الروسية - الأمريكية، وما يرتبط بذلك من سيناريوهات محتملة بعد تولي رئاسة الولايات المتحدة، كما فندت طبيعة المتغيرات والمسارات التي من الممكن أن تطرأ على العلاقات بين البلدين إزاء التطورات الأخيرة.
وذكرت الدراسة أنّ روسيا قلقة بخصوص سياسات بايدن، من حيث تنفيذ سلسلة من الإجراءات لتقييد الجهود الروسية، وفرض عقوبات على موسكو لكبح تدخلها في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط، فضلاً عن قلقها إزاء تداعيات إعادة تحالف الولايات المتحدة مع الاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي (الناتو) لتشكيل جبهة موحدة ضد الكرملين.. ومن المرجح أن تتشكل سيناريوهات محتملة للعلاقات بين البلدين تجاه قضايا منطقة الشرق الأوسط، بدءاً من سيناريو حرب باردة جديدة وحتى سيناريو تشكل تحالف روسي- صيني في مواجهة واشنطن، بينما لم تستثنِ السيناريوهات فكرة التوافق على بعض قضايا وملفات المنطقة.
السيناريوهات المحتملة
* السيناريو الأول: يتنبأ بأن تسير العلاقات الروسية - الأمريكية لا سيما تجاه الشرق الأوسط في إطار من الحرب الباردة الجديدة، وهو ما وصفته الدراسة بـ"الصراع غير الصريح" ومن المرجح أن تكون المنطقة ساحة لتنفيذ هذه السياسة، ومحاولة كل من الطرفين بسط نفوذه وتعظيم مصالحه ومحاربة الآخر.
* السيناريو الثاني: يفترض المواجهة الصريحة، والتي تظهر في مزيد من التصعيد والتراشق.. ووفق معدة الدراسة، أسماء عاصم، فإن بايدن منذ وصوله إلى الرئاسة يسعى لاستعادة الولايات المتحدة كونها قوة وحيدة بالنظام الدولي، الأمر الذي يتعارض مع أهداف روسيا، ومن ثم يحفز ذلك لمزيد من التوقعات حول علاقة صراع بتكون مناطق الشرق الأوسط والقارة الأفريقية ميداناً.
* السيناريو الثالث : قائم على أساس التعاون بين روسيا وأمريكا في التعامل مع قضايا المنطقة، ووفق الباحثة فإن هذا السيناريو يؤدي لنتائج أفضل في العلاقات، بحيث يتفق البلدان في بعض ملفات لمنطقة، فيما يتعيّن على الدولتين الاعتراف بحقوق شعوب المنطقة في تحديد مصائرها، وألا تكون تسوية الخلافات الروسية- الأمريكية على حساب حقوق دول الشرق الأوسط.
* السيناريو الرابع : يتمثّل بتشكل تحالف بين روسيا والصين، هدفه مواجهة الولايات المتحدة، ذلك أن الصين لها مصالح اقتصادية في سوق الطاقة بمنطقة الشرق الأوسط، وهذا من أهداف روسيا أيضاً.
سياسة مختلفة
في وقت سابق من العام الماضي أشار تقرير لموقع "فويس أوف أمريكا" إلى أن جو بايدن الرئيس الأمريكي المنتخب والذي كان نائباً للرئيس الأسبق باراك أوباما سيتبع نهج سياسة مختلف تجاه روسيا عن سلفه دونالد ترامب، وأيضاً على عكس أسلافه جورج دبليو بوش وأوباما اللذين سعيا إلى تحسين العلاقات الأمريكية الروسية.. وكان بايدن قد وصف روسيا خلال تجمع انتخابي بأنها خصم بينما وصف الصين بأنها منافس جاد.. وخلال حملته الرئاسية، سعى بايدن إلى تمييز نفسه عن الرئيس دونالد ترامب فيما يتعلق بروسيا، واتهم منافسه بالتساهل مع بوتين، كما اتهمه بالتزام الصمت إزاء قضية تسميم المعارض الروسي أليكس نافالني.
لا لإعادة الضبط
من ناحيته توقع ديفيد كرامر الذي كان مساعداً لوزير الخارجية في إدارة بوش الابن ألّا يمد بايدن يده لروسيا، مشيراً إلى أن موسكو شنت خلال موسم الانتخابات الرئيسية حملة تضليل ضده.. وأضاف كرامر قائلاً "لا إعادة ضبط" في إشارة منه إلى إعادة سياسة "إعادة ضبط" العلاقات التي تبناها أوباما وباءت بالفشل، ويعتقد كرامر أنه سيتعين على بايدن التركيز بشكل كبير على القضايا المحلية بما فيها جائحة كورونا وتداعياتها الاقتصادية.. وأشار كرامر إلى أن روسيا لن تكون ضمن أولويات أجندة سياسة بايدن الخارجية وسوف "يتعين عليه تكريس وقته المحدود لحل المشاكل" مع الحلفاء عبر الأطلسي.
وسبق أن التقى بايدن وبوتين لكن دون الكثير من الود، وكان بايدن قال في مقابلة مع "ذا نيويوركر" عام 2011، عندما كان نائباً لأوباما، إنه قال لبوتين في أحد الاجتماعات "أنا أنظر في عينيك، ولا أعتقد أن لديك روحاً"، فنظر إليه بوتين "وابتسم وقال: نحن نفهم بعضنا البعض".
ويرى المحللون أن أي جهد لإعادة ضبط العلاقات سيكون معقداً وذلك بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا والتي فرضتها إدارتا أوباما وترامب.. وستترك هذه الإجراءات أمام بايدن "مساحة صغيرة للمناورة ومن غير المرجح أن يقوم برفع هذه العقوبات في حين تقول القوى الغربية إن روسيا تشن هجمات إلكترونية ضدها".
السيناريو "المهين"
سلط تقرير لمجلة "American National Interest" الضوء على مخاوف واشنطن من روسيا ومستقبل العلاقات، منوهاً بأن العديد من الروس لا يرغبون في رؤية تكرار للسيناريو "المهين" في عهد غورباتشوف.. وقال دميتري سايمز، الناشر والرئيس التنفيذي للمجلة، في مقاله، إن روسيا هي خصم حازم للولايات المتحدة، إذ تعتقد حكومة بوتين، التي أعادت بناء الجيش، أن واشنطن تقود مسعى عدائياً يهدف إلى تقويض مواقفها الدولية واستقرارها الداخلي، هذا التصميم على المقاومة وتحدي أمريكا يخفف من رغبة موسكو في علاقة بناءة أكثر مع الجانب الأمريكي، على عكس عهد الاتحاد السوفييتي.
ولفت المحلل إلى أن مستقبل العلاقات الأمريكية - الروسية هو خيار أمريكا إلى حد كبير، وسيعتمد على مدى دقة تعريف إدارة بايدن لمصالحها الأساسية، فإذا لم تستطع الولايات المتحدة قبول أي شيء أقل من الهيمنة التي لا جدال فيها، فإن روسيا ستثبت بلا شك أنها عائق خطير، وعلى استعداد لتحديه.. وتابع الناشر قائلاً إن روسيا مع ذلك تظل دولة مهمة لأمريكا، وبمعيار أساسي واحد، الدولة الأكثر أهمية: إنها الدولة الوحيدة القادرة على تدمير الولايات المتحدة فعلياً (physically)، ولكن سينتهي ذلك إلى تدمير روسيا أيضاً، إذ أن التاريخ يقدم أمثلة وفيرة من القادة الذين تسببوا عن غير قصد في كوارث مثل الحرب العالمية الأولى.
ولعل الأهم من ذلك هو دور "الكرملين" كموازن جيوسياسي في المنافسة بين الصين والغرب، إذ أن شعور بكين بأن موسكو تساند ظهرها من المرجح أن يشجع الصين ويجعلها أكثر حزما من الناحية الجيوسياسية ضد الولايات المتحدة وحلفائها.. ولفت الكاتب إلى أنه بعد محاولات موسكو "الفاشلة" لأن تصبح شريكاً صغيراً للولايات المتحدة في التسعينيات، أصبح السلوك الدولي الروسي صريحاً وواضحاً بشكل متزايد في القرن الجديد تحت قيادة الرئيس فلاديمير بوتين.
ويضيف الناشر: إذا قامت أمريكا بمحاولة أخرى للهيمنة العالمية غير المشروطة، فإن روسيا ستظل عقبة في الطريق مهما كان الأمر، ما لم تهزم عسكرياً أو تنهار بالطبع.. وكما يتضح من الزوال الذاتي للاتحاد السوفييتي، لا يمكن استبعاد مثل هذه النتيجة، ولكن سيكون من الأمر المتهور جعلها هدفاً عملياً للسياسة الخارجية الأمريكية، ما قد إلى المخاطرة بوقوع حرب أهلية في بلد به عدة آلاف من الأسلحة النووية، إضافة إلى ذلك، من المرجح أن يؤدي الضغط الذي ستمارسه هذه السياسة على روسيا إلى رد شرس وقوي من موسكو، إذ تسمح العقيدة العسكرية الروسية بالاستخدام الأول للأسلحة النووية إذا كان بقاء الدولة وقواتها المسلحة على المحك.. وإذا اندلع صراع في دول البلطيق أو في شرق أوكرانيا، فمن المرجح أن تتطلب أي مشاركة واسعة النطاق لقوات الناتو قمع القيادة الروسية وقدرات الدفاع الجوي حول موسكو وسانت بطرسبرغ. لن يكون من الصعب تخيل النتيجة، وبتعمق المواجهة، يمكن للمرء بسهولة أن يتوقع بالضبط نوع الرد الروسي الذي يقلق الولايات المتحدة بالفعل على كافة الأصعدة.
"الخرق السيبراني"
العديد من المراقبين، يرون أن إدارة بايدن ستشدد سياساتها ضد موسكو وتخففها ضد بكين.. هذا ما اتضح من تصريحات لبايدن في 23 ديسمبر، حيث نقلت "ستيب نيوز" عنه القول إنّ "الخرق السيبراني" الذي استهدف أمريكا لن يمر دون رد ، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنّ كان على ترامب إلقاء اللوم على روسيا، وهو أمر لم يفعله الأخير على الرغم من توجيه وزير الخارجية السابق مايك بومبيو ووزير العدل وليام بار الاتهام إلى موسكو.. ويعتبر هجوم بايدن على روسيا ذلك أكبر تصعيد من الرئيس الأمريكي الجديد ضد روسيا منذ إعلان انتخابه.. وخلال مؤتمره الصحافي بولاية ديلاوير قال بايدن واصفاً الهجوم السيبراني: "إنها مخاطرة جسيمة ومستمرة، ولا أرى أي دليل على أنها تحت السيطرة".. وأضاف: "عندما يتم إعلامي بمدى الأضرار وهوية المسؤولين عنها، يمكنهم التأكد من أننا سنرد، وأننا سنرد على الأرجح بطريقة متكافئة"، مشيراً إلى أن "هناك خيارات عدة لن أناقشها الآن".. موسكو من ناحيتها نفت مسؤوليتها عن الهجمات السيبرانية، وقالت إنها لا تتوقّع أي تبدل في العلاقات مع أمريكا في عهد بايدن، لكنّها بالتأكيد تترقّب.



اخترنا لكم