لكي نجعل القران يحقق للانسان مايتمناه من جلاء الهموم وذهاب الاحزان ويجعل فى القلوب نوراللناس فى كل زمان يتطلب جهاد النفس والانتصار على الشيطان بالتمسك بآيات القرآن قولا وعملا وإنه جهاد عظيم للإنتصار على النفس وشهواتها وحب الدنيا وأطماعها والايمان باليقين المطلق بأن الله اللطيف الخبير والقدير مرجعنا نراقبه فى كل خطوة ونستغفره عند كل زلة ونلجاء إليه عند كل خوف أو فزع ونعتمد على وعده سبحانه فى قوله ( أن الذين قالوا ربنا ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولاتحزنوا وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون / نحن أولياؤكم فى الحياة الدنيا فى الحياة الدنيا ولكم فيها ماتشتهي أنفسكم ولكم فيها ماتدعون ) فصلت (٣١) وقال سبحانه يخاطب رسوله الكريم ( قل إنما أنا بشر مثلكم إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولايشرك بعبادة ربه أحدًا ) الكهف (١١٠)
فليس بالتمنيات والأقوال والدعاء يستجيب لنا الله وإنما بالعمل الصالح الذى يعتمد على تطبيق كامل لكل التشريعات الالهية التى حملتها الآيات والعمل بآداب القرآن وأخلاقياته وقيمه النبيلة السامية بدأ من الرحمة والعدل والاحسان والدفع بالتى هي أحسن واحترام حقوق الانسان وحماية حقه فى الحياة وتحريم قتله ظلما والاحسان للفقراء والعفو للمسئ وتحريم الظلم بين الناس وعدم الاستعلاء على خلق الله سواءا بالمال أوبالمركز أوبالدين وتوظيفه فى خدمة الذات والجشع وحب الدنيا وخداع الناس والارتقاء الى مستوى عُبَّاد الرحمن الدين رضي الله عنهم اهتدوا الطريق المستقيم يتعاملون مع الناس بالكلمة الطيبة ويستغفرون للذين أساؤا إليهم متخذين التسامح سبيلا
والتعاون بين الناس سلوكا والبر طريقة حياة كما قال سبحانه ( ليس البر أن اولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملاييكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفى الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين فى البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون ) البقرة ( ١٧٧) تلك شروط المؤمنين المتقين فليسأل كل إنسان نفسه هل طبق تلك الشروط والتزم بتنفيذها فى حياته ليجزيه الله أجر أعماله وانتصاره على ذاته ونفسه الأمارة اليس ذالك أمره صعب جدا على الانسان ليفي
بشروط الايمان واستطاع بيقينه وايمانه وعمله بتنفيذ التشريع الالهي والوفاء بالعقد المقدس بين الانسان وخالقه ليجتاز الامتحان يوم الحساب إما الفوز واما الخسران والله سبحانه من كرمه ورحمته بعباده فتح لهم بابه فى كل لحظة من حياتهم أن يرجعوا إليه ليكافئهم فى الدنيا سعادة ويمنحهم السكينة والطمانينة والسلام ويجزيهم الله يوم القيامة خير الجزاء جنات النعيم مخاطبا رسوله بقوله
( وإذا سألك عبادي عني فاءني أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون ) وقال سبحانه ( قل ياعبادي الدين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطو من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ) الزمر (٥٣)
فهل يدرك الانسان ماأنعم الله عليه من كرم ورحمة ونعمة يدعو عباده تعالوا لكي تتمتعوا بنعمتى وتنالوا مغفرتي وتتسابقون لمحبتي باتباع مايبلغكم به رسولي الأمين من الايات والعظات والتشريعات لماينفع الناس ويرشدهم لمصلحتهم وسلامتهم فى الدنيا ولاخرة حيث يخاطب الله رسوله بقوله ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ) ثم يأمر الله عباده ( إتبعو ا ما أنزل اليكم من ربكم ولاتتبعوا من دونه أولياء قليلا ماتذكرون) الاعراف (٣) فهو ماينطق من آية فى كتابي وقرآني فهو وحي يوحى اليه مني فاتبعوه وتأسوا بسيرته وهي آداب القرآن وأخلاقياته فتلك هي سنته عمل صادق بما أنزله الله عليه فهو قرآن يمشي على الأرض وآيات كريمة تضئ له الطريق المستقيم يدعو الناس الى طريق الخير والصلاح وينذرهم إذا هجروا القرآن من يوم الحسرة كماقال سبحانه مخاطبا رسوله الامين
( وأنذرهم يوم الحسرة إذ فضي الأمر وهم فى غفلة وهم لايؤمنون ) مريم ( ٣٩) والخلاصة يخاطب الله رسوله بقوله ( قل هذه سبيلي أدعو الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله عما يشركون ) يوسف (١٠٨)