info@assayad.com     +971 2 443 7475     +971 777 55 33
العدد 3907
 - 
السبت ٢٧ - أبريل - ٢٠٢٤ 
ABU DHABI
ABU DHABI
السبت ٢٧ - أبريل - ٢٠٢٤  /  العدد 3907
الأرشيف
تابعونا على فيس بوك
تابعونا على تويتر
أخبار عربيّة
بعد عام على خلع عمر البشير النظام السياسي والأزمة الاقتصادية والسلم الاجتماعي
تحديات تواجه الشعب السوداني
لا يزال السودان يبحث عن مخرج لأزماته وخصوصاً الاقتصادية بعد عام من سقوط الرئيس عمر البشير إثر تظاهرات شعبية استمرت أربعة أشهر.. بعد ثلاثة عقود حكم فيها البلاد بيد من حديد، أطاح الجيش السوداني في 11 نيسان/ابريل 2019 بالبشير (76 عاماً)، مستجيباً لمطالب السودانيين الغاضبين الذين نزلوا إلى الشوارع واعتصموا أمام مقر قيادة الجيش مطالبين برحيله.
ماذا تغير في حياة الشعب السوداني .. وما هي أبرز التحديات التي تواجه الشارع الغاضب من الماضي.. الحالم بالمستقبل..؟

تم توقيف البشير وإيداعه سجن كوبر في الخرطوم، وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي، صدر حكم بحبسه عامين بعد إدانته بالفساد، ومنذ آب/أغسطس الماضي، يتولى مجلس سيادي انتقالي يضم عسكريين ومدنيين مقاليد الحكم في البلاد.. ولكن الأوضاع لا تزال هشة فالاقتصاد ضعيف للغاية وهو مهدد بالانهيار ما قد يؤدي إلى اضطرابات إجتماعية جديدة، وكانت اندلعت التظاهرات ضد نظام البشير في كانون الأول/ديسمبر 2018 بعد قرار حكومي برفع سعر الخبز ثلاثة أضعاف قيمته.
التحدي الحالي
أعلنت السلطات السودانية مؤخراً زيادة طفيفة على أسعار الخبز في العاصمة الخرطوم من جنيه واحد لقطعة الخبز وزن 45-50 غرام (0,018 دولار) الى جنيهين لقطعة الخبز وزن 80-90 غرام (0,036 دولار).. حيث يقول مجدي الجزولي من معهد "ريفت فالي للأبحاث" ومقره ألمانيا، إن "التحدي الرئيسي الذي يواجه الفترة الانتقالية هي مجموعة العوامل المتشابكة نفسها التي تسببت في سقوط حكم البشير".. وتشمل هذه العوامل "إعادة هيكلة النظام السياسي.. الأزمة الاقتصادية الخانقة والكلفة المتزايدة للحفاظ على السلم الاجتماعي".
تشكلت في آب/أغسطس حكومة "تكنوقراط" في إطار اتفاق لتقاسم السلطة بين العسكريين الذين تولوا السلطة بعد سقوط البشير وقادة التظاهرات الشعبية، ويقع على عاتق هذه الحكومة التي يترأسها الخبير الاقتصادي عبد الله حمدوك إدارة أمور البلاد خلال فترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات، وبالتالي مواجهة العديد من المشكلات الموروثة من عهد البشير.
ومن بين تلك التحديات ارتفاع التضخم والديون الحكومية الضخمة والجهود اللازمة للتوصل الى سلام مع حركات التمرد، وإضافة الى المعاناة الطويلة من العقوبات الأمريكية، تلقى الاقتصاد السوداني ضربة كبيرة في العام 2011 عندما استقل جنوب السودان عنه، ومعه حقول النفط التي تقع داخل أراضيه وكانت تشكل 7 في المئة من إنتاج النفط السوداني، وفي 2017، أعلنت الولايات المتحدة إنهاء العقوبات الاقتصادية التي فرضتها على السودان لمدة 20 عاماً، ولكنها أبقته على لائحة الدول الداعمة للإرهاب، ما يحرم البلاد من الاستثمارات الخارجية، وتأمل حكومة حمدوك الآن أن يسهم قرار الولايات المتحدة في آذار/مارس برفع العقوبات المفروضة على 157 شركة سودانية، في جذب هذه الاستثمارات.
مستقبل ضبابي
يشكو السكان من انقطاع الكهرباء كثيراً وغالبيتهم لا يزالون ينتظرون في طوابير لساعات كي يتمكنوا من تزويد سياراتهم بالوقود والحصول على الخبز، ويعتقد "جوناس هورنر" من مجموعة الأزمات الدولية أن "تعافي الاقتصاد في السودان سيكون عبر مسيرة طويلة، وسيتطلب الدعم المستمر والمنسق والمدروس من المانحين التقليديين مثل الاتحاد الأوروبي وبريطانيا واليابان والولايات المتحدة وكذلك دول الخليج".. ويضيف "الدعم الخارجي التقني والمالي مطلوب على المدى الطويل لإخراج السودان من المستنقع الاقتصادي".. وتعمل حكومة حمدوك على تحسين صورة السودان على الساحة الدولية وتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة.
قائمة الدول الراعية للإرهاب
وفي هذا السياق، أعلنت وزارة العدل السودانية في وقت سابق اكتمال التسوية مع أسر ضحايا المدمرة الأمريكية "يو إس إس كول" التي تم تفجيرها قبالة ميناء عدن عام 2000، ما أسفر عن مقتل 17 من بحارتها، واتهمت الولايات المتحدة تنظيم القاعدة بالوقوف وراء التفجير، مشيرة إلى أنه تمّ تدريبهم في السودان، الأمر الذي تنفيه الخرطوم.
وتأمل الحكومة السودانية في أن يسهم الاتفاق في فتح الطريق أمام رفع السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي، زار حمدوك واشنطن وتم الاتفاق على عودة تبادل السفراء بين البلدين بعد ثلاثة وعشرين عاماً من الغياب.
على صعيد آخر، وافقت السلطات السودانية كذلك على مثول البشير أمام المحكمة الجنائية الدولية التي تتهمه بارتكاب "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" وبـ"إبادة" في إقليم دارفور الذي بدأ في 2003، وأصدرت مذكرة توقيف في حقه، ومنذ الإطاحة بالبشير، تمّت إزاحة حزبه، المؤتمر الوطني، ومجموعات الإسلاميين من المشهد السياسي.
أحداث عنف
في كانون الثاني/يناير، قتل خمسة أشخاص من بينهم جنديان عندما أجهضت القوات السودانية تمرداً قام به أنصار البشير في جهاز الأمن بينما كانوا يحتجون على خطة إحالة إلى التقاعد، وفي آذار/مارس، خرج حمدوك سالماً من محاولة لاغتياله بعد أن تعرض موكبه لاعتداء بقنبلة وإطلاق النار، وتقول الباحثة في مركز "ولسون سنتر" للأبحاث مارينا أوتواي المتخصصة في الشرق الأوسط "هناك قائمة طويلة (من خصوم حمدوك) يمكن الاشتباه بهم" في التورط في محاولة اغتياله، ولكنها اعتبرت أن الأمر سيكون خطيراً "إذا تبين أن عناصر من الجيش كانت متورطة".. وأورد تقرير لـ"هيومان رايتس ووتش" في وقت سابق أن أعمال عنف بين مجموعتين في دارفور أجبرت الآلاف على الفرار من منازلهم".
وفيما تتواصل بعض أعمال العنف المتفرقة في عدد من الأقاليم النائية وفي دارفور، بدأت السلطات محادثات مع حركات التمرد المسلحة للتوصل الى اتفاقيتي سلام في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.. وقال وزير الإعلام فيصل صالح المتحدث باسم الحكومة أخيراً "قطعنا شوطاً طويلاً مع مجموعات الكفاح المسلح، ولا نزال نتفاوض معها".. وأضاف "القضايا المتبقية ليست كبيرة ولكنها معقدة".
تهديد كورونا
من ناحيتها قالت منسق الأمم المتحدة للشئون التنموية والإنسانية في السودان، إن تقديم المساعدات قد يتاخر أو يفشل نتيجة جائحة كورونا إن لم يجر التنسيق له بشكل صحيح.. ودعت 23 منظمة تابعة للأمم المتحدة ،حكومة السودان إلى تسهيل تقديم المساعدات الإنسانية إلى الأشخاص الأكثر عرضة للمخاطر في السودان، بما في ذلك احتواء وفحص وعلاج فيروس كورونا المستجد.. و خلال العام 2019، أتيح للأمم المتحدة وشركائها الوصول إلى أكثر من 7 ملايين شخص محتاج وتخطط للوصول إلى 6.1 مليون شخص محتاج في عام 2020.
يذكر أن عدد الحالات في السودان - حتى السابع من أبريل - بلغ 14 حالة مؤكدة للإصابة بفيروس كورونا المستجد مع احتمال ارتفاع عدد الحالات بسرعة، وذكرت الأمم المتحدة على وجه التحديد ثلاثة مجالات تحتاج التنسيق مع الحكومة السودانية تمثلت تسريع مسار دخول العاملين الصحيين والعاملين في المجال الإنساني للسودان، رفع قيود السفر داخل البلاد على الأشخاص الأساسيين بمن فيهم العاملين في المجال الطبي والإنساني داخل السودان والسماح لخدمات الأمم المتحدة للنقل الجوي للمساعدات الإنسانية بمواصلة القيام برحلات داخلية وخارجية معتمدة تمشياً مع طبيعة البرامج المنقذة للحياة.
وذكرت المنسقة أن الأمم المتحدة تقوم بالتنسيق بالفعل مع الحكومة السودانية في بعض هذه المجالات، ولكن مع انتشار فيروس كورونا المستجد في السودان، تحتاج إلى ضمان استمرار هذا التعاون حتى تتمكن عمليات إنقاذ الحياة من الوصول إلى المحتاجين ".. ويحتاج نحو 9.3 مليون شخص في جميع أنحاء السودان إلى دعم إنساني في عام 2020. وقد بلغ التمويل المتحصل لخطة الأمم المتحدة الإنسانية في السودان حتى الآن 14 في المائة فقط.

عبد الفتاح البرهان : لن نسمح بالتعدي على أراضي السودان
قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان، القائد العام للقوات المسلحة الفريق عبد الفتاح البرهان خلال زيارته شرق البلاد: "لن نسمح بالتعدي على أراضينا".. وأكد البرهان جاهزية القوات المسلحة السودانية لحماية البلاد، وحراسة حدودها وعدم التراجع عن ذلك، مضيفاً: "هدفنا حماية أراضينا ومواطنينا على امتداد حدود السودان في كل مكان، وهذا واجب القوات المسلحة المقدس الذي لن تفرط فيه أبداً".
وأوضح أن السودان يمر بمرحلة تتطلب مشاركة الجميع فى بناء الوطن والأمن المستقر، مشيدا بالروح المعنوية العالية والجاهزية التي تتمتع بها القوات المسلحة، وكان الجيش السوداني قد أعلن مؤخراً أن "مجموعات من عصابات "الشفتة" الإثيوبية هاجمت قرية شرق العطبراوي داخل الحدود السودانية، وقامت بسرقة عدد من الأبقار ودخلت في اشتباكات دامية مع الجيش السوداني، مما أسفر عن وقوع شهيدين وإصابة فرد ثالث".



اخترنا لكم