info@assayad.com     +971 2 443 7475     +971 777 55 33
العدد 3907
 - 
الجمعة ٢٦ - أبريل - ٢٠٢٤ 
ABU DHABI
ABU DHABI
الجمعة ٢٦ - أبريل - ٢٠٢٤  /  العدد 3907
الأرشيف
تابعونا على فيس بوك
تابعونا على تويتر
اقتصاد
نموذج الكويت الحبيبة.. للبنان الوطن
إلهام سعيد فريحه

بين لبنان والكويت تاريخُ أخُوَّةٍ ومحبةٍ وصدقٍ وصداقة.
بين لبنان والكويت، دروسٌ وأمثولات من الشقيق لشقيقه.. فما يجري هنا قد يكون نموذجاً للحلّ هناك، والعكس صحيح.

نقول هذا الكلام اليوم، فيما نحن في لبنان نعيش أصعب أيامنا، ونشارف على الانهيار المالي والاقتصادي، فيما نتلمّس السبيل لتشكيل حكومة قادرة على معالجة الأزمة.
نقول هذا الكلام، فيما أشقاؤنا في الكويت، وبدعمٍ وتوجيه من صاحب السموّ، رئيس الدولة، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، شكلوا حكومتهم سريعاً، فجاءت على قدر الآمال المعقودة عليها، والمهمات الوطنية الجُلّى التي تسعى إلى تأديتها، ولو أن ولايتها قصيرة نسبياً، إذ تنتهي دستورياً في نوفمبر المقبل، بعد إجراء الانتخابات التشريعية.
وإذا كان لبنان يبحث عن حكومةٍ له، لفترة قصيرة نسبياً، تتولّى على الأقل تجاوز الانهيار المالي والاقتصادي، فإن الكويت الشقيقة هي النموذج الأقرب والأحبّ.
***
نقول هذا، فيما تحتفل الكويت هذه الأيام بالذكرى الـ 14 لتولي صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم.. ففي 29 يناير 2006، أدّى سموُّه اليمينَ الدستورية في مجلس الأمّة، أميراً للدولة، ليكون الحاكم الخامس عشر.
وكان ذلك الموعد إيذاناً ببدء مسيرة جديدة من العمل والعطاء، وسط تأييد شعبي ورسمي كبير، وإجماع السلطتين التشريعية والتنفيذية.. وعلى مدى 14 عاماً، تخطو الكويت خطوات وطيدة في الاتجاه الذي وعد به صاحب السموّ في خطاب القسم.
***
مضت الكويت عميقاً في المسيرة التي كرَّسها صاحب السموّ: تدعيم الاستقرار وبناء دولة حديثة مزوّدة بالعلم والمعرفة، يسودها التعاون والإخاء والمحبة، ويتمتع أهلها بالمساواة في الحقوق والواجبات، وتحافظ على قيم الديموقراطية وحرية الرأي والتعبير.
وقد عمل سموّه، وسيبقى، من أجل أن يضع أبناء الكويت مصلحة وطنهم فوق مصالحهم الخاصة، وأن يتجاوزوا منافعهم الذاتية في سبيل منفعة الجميع، وأن يحترموا القانون والنظام ويحرصوا على مصالح الوطن وممتلكاته وإنجازاته.
***
نهضة تنموية شاملة تشهد لسموّ الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح، ترتكز إلى مجموعة من المشاريع الضخمة، ومن أبرزها مدينة صباح الأحمد البحرية التي تعد أول مدينة ينفذها القطاع الخاص كاملاً.
وتحت قيادته ووفقاً لتوجيهاته الرشيدة، قامت الحكومة بتنفيذ العديد من المشاريع العملاقة كميناء مبارك ومستشفى وجسر واستاد جابر ومبنى المطار الجديد ومشروع مصفاة الزور ومدينة المطلاع السكنية العملاقة، إضافة إلى تطوير شبكة الطرق الرئيسية.
ولعل الأبرز هو تصوّره للبلاد كمركز مالي وتجاري جاذب للاستثمار.. وهو ما عبّرت عنه الحكومة في يناير 2017، تحت عنوان "كويت جديدة 2035" ويستند إلى مجموعة من الركائز والمشاريع الضخمة.
***
في ظل قيادة صاحب السموّ، اضطلعت الكويت بأكثر أدوارها رياديةً، في المحافظة على البيت الخليجي والعمل الجادّ لرأب أي صدعٍ بين الإخوة.. كما تبوّأت مركزاً مرموقاً بين دول العالم استحقت عليه تكريم الأمم المتحدة بتسمية أميرها "قائداً للعمل الإنساني" في دولةٍ هي "مركز للعمل الإنساني".
***
كل هذه التوجيهات من صاحب السموّ، أمير الدولة، كان يتولّى أمانة تنفيذها الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، على مدى 8 سنوات، من خلال ترؤسه مجلس الوزراء منذ العام 2011.. وقد جاءت ولاية الشيخ جابر في فترة فارقة من تاريخ البلاد، فكانت له بصماته البارزة في مواكبة التطورات السياسية والاقتصادية، خصوصاً في السنوات الخمس الأخيرة.
والخبرة التي اكتسبها الشيخ جابر الصباح، حفظه الله، على مدار عمله في المجالات المالية والإدارية والعسكرية والأمنية والاجتماعية، وفي شؤون العمل والإعلام والحكم المحلي جعلت منه نموذجاً فريداً للانضباط والنجاح والإنسانية.
***
ربما فضَّل الشيخ جابر أن يكون مُقلاً في الظهور الإعلامي خلال ترؤسه مجلس الوزراء، لكنه سيبقى بالتأكيد اسماً كبيراً محفوراً في عالم السياسة والاقتصاد.. وتكفي تقارير صندوق النقد الدولي التي تشهد على ما حققته حكومته من إنجازات اقتصادية واجتماعية لمسها المواطنون وانعكست إيجاباً على قطاعات البلاد كافة.
وبحكم موقعه كرئيس لمجلس الوزراء، تولّى الشيخ جابر رئاسة المجلس الأعلى للبترول، والمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية، والمجلس الأعلى للبيئة والمجلس الأعلى لذوي الإعاقة، كما مثّل سموّ أمير الدولة في ترؤس وفود بلاده إلى العديد من المؤتمرات والاجتماعات الإقليمية والدولية، فكان المؤتمن على مصلحة الوطن والمواطن أينما حلّ.
***
.. واليوم، تستعد الكويت للسير خطوات أخرى نحو التقدم وبناء الدولة الحديثة التي يضعها صاحب السموّ أمير الدولة نصب عينيه.. وهو لذلك كلّف الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، حفظه الله، ترؤس حكومة جديدة تُلقى على عاتقها مسؤوليات جسام، في مهلة لا تتجاوز العام الواحد.
ويعوِّل سموُّ أمير الدولة على الشيخ صباح خالد الحمد الصباح لتحقيق إنجازات في الملفات المطروحة خلال هذه المرحلة، بكل ثقة وشجاعة، وانطلاقاً من العلم والتجربة والخبرة التي يختزنها على مدى سنوات طويلة من العمل الحثيث في خدمة الوطن.
فالشيخ صباح الحمد دبلوماسي من الطراز الرفيع، يحمل بكالوريوس في العلوم السياسية، والتحق بوزارة الخارجية في العام 1978، قبل أن يصبح سفيراً لدى المملكة العربية السعودية.. وقد تولّى وزارات العمل ثم الإعلام ثم حقيبة الخارجية.. ومنذ العام 2012، بقي وزيراً للخارجية، وكُلِّف مراراً بمهامّ نائب رئيس مجلس الوزراء.
وخلال كل مسيرته، عُرِف الشيخ صباح خالد الحمد الصباح بديناميته ومثابرته وقوة شخصيته وتمتعه بالاحترام والثقة في مختلف الأوساط، خصوصاً لجهة دأبه على تحديث الدولة، وهو هدفٌ أساسي يسعى إليه دائماً صاحب السموّ أمير البلاد.
وقد حظي الشيخ صباح الحمد بإعجاب في الداخل والخارج، لنجاحه، خلال أقل من شهر، في تشكيل حكومة وصفها الخبراء بالأكثر تكنوقراطية في تاريخ البلاد، ما يؤهلها لتكون الأنسب لقيادة المرحلة.
وقد جاءت الحكومة غير تقليدية بالكثير من المقاييس، ما يبشّر بأن الحكومة ستتقدّم، بإذن الله، خطوات في الاتجاه الذي يصبو إليه الكويتيون، ونحو الأهداف التي يطمح سموّ أمير البلاد إلى تحقيقها، في المرحلة القصيرة الآتية.
هذه هي الحكومة النموذج في الكويت الحبيبة.. وهذا النموذج الذي علينا أن نقتدي به، نحن في لبنان.!
***
نقولها لأنفسنا - نحن اللبنانيين - وللطاقم السياسي الممسك بقيادة البلد: تعلموا من الكويت..!
في لبنان، ندور حول أنفسنا بحثاً عن حكومة تكنوقراط شفافة تتمكن من إخراج البلد من المأزق.. فهل نقتدي بالنموذج، بالإخوة في الكويت ؟.
نحن نتلهّى بالقشور فيما ينهار البلد مالياً واقتصادياً، وتتوالى تقارير مؤسسات التصنيف السيادي لتعلن أن لبنان يتهاوى إلى ما يقارب الإفلاس..
وأما أشقاؤنا في الكويت، وبفضل التوجهات الرشيدة من صاحب السموّ أمير البلاد، فقد أنجزوا حكومتهم سريعاً، فيما هم يتألقون مالياً واقتصادياً، وتصنيفهم السيادي هو الأرقى في العالم، والحمد لله.
فهنيئاً لكم أيها الأخوة في الكويت..
ومن كل قلوبنا، نحمل إليكم أمنياتنا الطيّبة بدوام التألق والرفعة، يا شعب الكويت الطيِّب الكريم، كما يتمنى كل أخٍ لأخيه.
***
لم يسبق أن شهدت الكويت الشقيقة حكومة كتلك التي وُفِّق الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح في تشكيلها، بالثقة التي يحظى بها من صاحب السموّ أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
فريق حكومي منسجم، من 14 وزيراً، جرى اختيارهم باعتماد نهج غير تقليدي في التأليف.. وهذا ما يؤهل الحكومة الجديدة لمواجهة المرحلة بشجاعة وثقة وتحقيق النجاحات.
***
لقد تعمَّد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح أن يكون نصف أعضاء تشكيلته، أي سبعة وزراء، من الوجوه الجديدة، ولكن القديرة.. وهذا ما يؤشّر إلى رغبة أكيدة في ضخِّ دمٍ جديدٍ إلى السلطة التنفيذية يمنحها القدرة على مواكبة العصر وتحديث الدولة.. كما تعمَّد الشيخ صباح أن يغلِّب على الحكومة الجديدة طابع الشباب.. فمتوسط أعمار الوزراء فيها هو 48 عاماً.
كما تعمَّد الشيخ صباح أن يكون وزراؤه من ذوي الكفاءات العلمية والأكاديمية، يمتلكون الجدارة لتحديث الدولة ومخاطبة العصر بروح العلم والاختصاص.. ولذلك، فإن عشرة وزراء من أصل الـ 14 تلقّوا علوماً في جامعات مرموقة، كما أن سبعة منهم يحملون شهادات دكتوراه في اختصاصات مختلفة.
فهل مِن حكومةٍ أكثر نموذجيةً من هذه الحكومة على مدى العالم العربي بأسره ؟
***
من الوجوه الألمع، في الطاقم الجديد، الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، وزير الخارجية، فهو، وإن كان وجهاً جديداً في هذه الحكومة، إلا أنه عاش التجارب السياسية طويلاً بانتمائه إلى بيت سياسي عريق.
فالوزير الشاب هو سرُّ أبيه الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح.. وهو بالتأكيد سيمضي على خطى الوالد الذي كان له موقعه الوازن في رئاسة مجلس الوزراء بين العامين 2006 و2011.
وإذ ينطلق معالي الشيخ أحمد ناصر من كفاءات أكاديمية وشهادات رفيعة باللغة الفرنسية والترجمة، حصّلها من أرقى جامعات فرنسا، فهو ارتقى على مدى سنوات من العمل في وزارة الخارجية، حيث اختزن الكثير من الخبرات التي تؤهله تولّي مقاليد الوزارة وتحقيق الأهداف المرجوَّة.
***
وتأكيداً للاتجاه التحديثي، دخلت إلى الحكومة الجديدة ثلاثُ سيّدات، في سابقةٍ هي الأولى في تاريخ الحكومات في الكويت.. وهنّ يتولّيْنَ خمس حقائب وزارية، وأبرزها وزارة المال التي تسلمت مسؤوليتها السيدة مريم العقيل، إلى جانب تولّيها وزارة الدولة للشؤون الاقتصادية.
وبها تكون الكويت أول دولةٍ داخل الأسرة الخليجية تتولّى فيها سيِّدةٌ وزارة هذه الوزارة الحساسة.. وبالتأكيد، هذا سيقود إلى انخراط أكبر للمرأة الكويتية، والخليجية عموماً، في المسؤوليات العامة والوطنية.
***
ويعوّل رئيس مجلس الوزراء، الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، على الوجوه الجديدة لتشكل فريقاً منسجماً مع الوجوه الخبيرة التي لها تجارب سابقة، ما يسمح للحكومة بأن تتقدَّم متماسكة نحو أهدافها بخطى واثقةٍ وصلبة.
ومن الوجوه الجديدة الواعدة أيضاً، النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ أحمد منصور الأحمد الصباح، ووزير التربية والتعليم العالي سعود الحربي، ووزيرة الشؤون الاجتماعية غدير أسيري، ووزيرة الأشغال والإسكان رنا الفارس، ووزير الدولة للشؤون البلدية وليد الجاسم، ووزير الدولة لشؤون مجلس الأمة ووزير الخدمات مبارك الحريص.
وبالرؤية الرشيدة لسموّ أمير البلاد، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، يستعد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح لبلوغ الأهداف المرتجاة، محاطاً بتشكيلته الحكومية الفريدة والشجاعة، وبفريق العمل الخاص الذي يقوده مدير مكتبه معالي الشيخ أحمد الفهد، صاحب الخبرة والشجاعة وبُعد النظر.
***
وهكذا، فقد أظهرت القيادة في الكويت حكمتها وبراعتها ونجاحها في قيادة السفينة إلى شاطئ الأمان.. فهل يكون نموذج النجاح الكويتي قدوةً لنا، نحن اللبنانيين، وكل العرب..؟
..هل يكون سموّ أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر وطاقم عمله الحكومي الجديد نموذجاً لطاقمنا السياسي في اتساع الرؤية والتفاني في سبيل المصلحة الوطنية العليا ؟.
فلتكن لنا، من النموذج الكويتي الرائد، حكومةُ التكنوقراط التي تؤلَّف سريعاً المطعمة بوجوهٍ جديدة وشجاعة، والتي تجمع الكفاءات العلمية والخبرات إلى الصدق والسمعة الطيبة، والتي يقودها برنامج طموح ومتجرّد لا غاية له إلا المصالح الوطنية العليا.
تحية لكم يا أشقاءنا في الكويت - النموذج.. ولتكن لنا شجاعة الاقتداء بكم.
***
وفقكم الله يا سموَّ أمير الدولة، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وسدّد خطاكم لما فيه خيرُ الوطن ورفعةُ الأمة.. وأعاد الله عليكم هذه المناسبة الكريمة لمئة عام وعام.
وكل عيد والكويت الشقيقة، وأهلها الطيّبون، في ألفِ خير وبركةٍ وازدهار.



اخترنا لكم