info@assayad.com     +971 2 443 7475     +971 777 55 33
العدد 3907
 - 
الجمعة ٢٦ - أبريل - ٢٠٢٤ 
ABU DHABI
ABU DHABI
الجمعة ٢٦ - أبريل - ٢٠٢٤  /  العدد 3907
الأرشيف
تابعونا على فيس بوك
تابعونا على تويتر
وجهات نظر
بقلم الهام سعيد فريحه الحكومةُ في سباقٍ مع استحقاقاتِ فوائدِ الدين
والخيرُ لا يأتي إلا من شيمِ أهلِ الخير
من دولة الإمارات العربية المتحدة
في ذروة الفوضى المستشرية على المستويات السياسية والمالية، لا شيء أصدق من الأرقام والتواريخ لتصويب البوصلة وإعادة تصحيح المسار. فلبنان الغارق في أزمات معيشية واقتصادية لا حصر لها، لا يعرف بعض المسؤولين فيه من أين يبدأون المعالجات، إنه التخبطُ الذي لا يعرفون كيف يخرجون منه.

.***
أولُ الأرقامِ والاستحقاقات 4 مليارات دولار متوجبة على الدولة اللبنانية كفوائد ديون:
الشطر الاول منها مليار ونصف مليار دولار تستحق بعد شهر، أي في تشرين الثاني المقبل، ومرغمٌ لبنان على التسديد في الوقت المناسب وإلا يُعتبر بلدًا متعثرًا عن السداد.
وما يكاد لبنان يخرج من صدمة استحقاق المليار ونصف مليار دولار حتى يعاجله الإستحقاق الثاني في آذار المقبل، إذ عليه أن يسدد مليارين ونصف مليار دولار، كاستحقاق فوائد دين أيضًا.
***
ماذا تعني هذه الأرقام التي ليست "وجهة نظر" على الإطلاق، بل هي حقيقة؟
تعني ان على لبنان مسؤولية تأمين 4 مليارات دولار في غضون خمسة أشهر لدفعها كفوائد دَيْن.
وتعني أيضًا، وكما يُقال باللغة المبسَّطة أن لبنان "عم تاكلوا الديون" تمامًا كما يُقال عن أي شخص "تأكله الفوائد" ولا يعود يقوى في نهاية المطاف على تسديد ما هو مستحق عليه، سواء فوائد ديون أو حتى ديون في حدِّ ذاتها.
***
هذا هو التحدي الأكبر، وفي ما عدا ذلك تضييع وقت.
كما توجه رئيس الحكومة سعد الحريري الى قصر البحر والتقى سمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي في مجلسه الدائم، وبعد ان غادرت كل الوفود تم عقد لقاء جانبي بينهما.
والإمارات مشهود لها بالوقوف بجانب لبنان من ايام الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، والخير للبنان سيأتي من أهل الخير، من دولة الامارات العربية المتحدة.
***
لكن أي أموال من الإمارات أو "سيدر" ليست منحةً ولا هي هبةٌ بل قروض مشروطة، ومن شروطها الإصلاحات سواء في الكهرباء أو في الإدارة العامة، وهذا ما يُفترض بالحكومة أن تقوم به، وهذا ما يشدد عليه الجانب الفرنسي، عرَّاب "سيدر"، وزيارة السفير "بيار دوكان" الى لبنان شهيرة، لا سيما تشديده على ان تأتي الإصلاحات قبل وصول الأموال.
لكن ماذا فعلت الحكومة من أجل ذلك؟ لا شيء!
أين الإصلاح في قطاع الكهرباء؟
إلى متى سيستمر الدعم لمؤسسة كهرباء لبنان وعدم تعديل التعرفة في موازاة رفع الإنتاج؟
نحن في لبنان، لا حروبَ ولا معاركَ ولا مناطقَ مقفلة، ومع ذلك جبايةُ الكهرباء ضعيفةٌ، وما يُجبى هو دون الكلفة! فإلى متى؟ وكيف سنُقنِع دول "سيدر" بأننا جديون؟
***
... وللذين يحسبون جيِّدًا الحسبة، فإن المعادلة لا تُخطئ:
إذا كان هناك شحٌّ في الدولارات، فإن الحكمة تقتضي الإقلال من الإستيراد لعدم صرف الدولارات القليلة.
المسألة لا تحتاج إلى معجزة: لماذا لا يتم وضع لائحة بالسلع التي بالإمكان الإستغناء عن استيرادها خصوصًا إذا كان هناك مثيل لها في لبنان.
على سبيل المثال لا الحصر، هل يُعقَل ان يستورِد لبنان عدة أصناف من التفاح فيما تفاحه "وصفة"؟
لماذا استيراد الـ “foie gras” إذا كان هناك معملٌ بأرقى المواصفات العالمية يُنتِج هذه السلعة وهو معمل رجل الأعمال الناجح المهندس نزار يونس.
مثلاً لماذا استيراد السومو للمقتدرين طالما هناك مصنعٌ لها، المعروف بغطاس.
لماذا استيراد مئات الأطنان من الاجبان الاجنبية، وقد تربينا ونشأنا على الأجبان البلدية.
لماذا استيراد اطنان من الشوكولا والبسكويت والسكاكر في حين كان معمل غندور وبايونير جبر يغطيان السوق المحلية والعالم العربي.
لمن كل هذه الاصناف المستوردة و80% من الشعب لا يستطيع ادخال اولاده الى المدارس وأكل طبخة لحمة واحدة في الاسبوع، اما بخصوص الفاكهة فتربيتنا كانت ان نأكل الخضرة أو الفاكهة بموسمها.
اما الآن فيتم استيراد البطيخ من الخارج في عز شهر كانون الثاني ولا سيما البطيخ المربع وقلبه الأصفر الذي يستورد من اليابان من أجل حديثي النعمة.
هذا غيضُ من فيضٍ.



.


اخترنا لكم