لرجاءُ الصلاةُ من أجلِ لبنان
حينًا يتحدثون عن حكومة أكثرية... حينًا آخر عن حكومة الوحدة الوطنية .
اليوم عن حكومة اللون الواحد .
هل هذه الحكومة هي الحل الشافي بعد الإنهيار؟
ولكن... هل سمعتم ان الوطن على شفير الإنهيار وشعب لبنان المقهور "متريّث"؟ للوصول للحد الأدنى من الحياة الكريمة وإلاّ سيعودون وينتفضون ثانيا وثالثاً؟
الشعب متمسك بالدستور، فماذا يقول الدستور يقبل به... وما لا يتلاءم مع الدستور يرفضه ...
وشعب الإنتفاضة لا يتمسك فقط بالدستور بل يتمسك بحسن تطبيقه،، فكل مادة فيه لها مئة تفسير وتفسير، هو يتمسك بما يُجمِع عليه الخبراء لا بما يتفرق عنه السياسيون الذين هم، في معظمهم أصل البلاء في هذا الوطن ...
***
كل ما يهم شعب الإنتفاضة أن يصل الوضع إلى مستوى يستطيع فيه طمأنة المواطن
لا إراحة الطبقة السياسية التي هي مرتاحة أصلًا ولم يمسها شيء من معاناة الناس :
إغتنوافي الأيام العادية .
جمَّدواأموالهم في الأيام العادية طمعًا بالفائدة المرتفعة.
حوَّلوا أموالهم في الأيام الإستثنائية .
يتعاطون مع الوطن وكأنه فندق ينزلون فيه ويتمتعون بخدماته، وحين "يصحُّ" لهم فندق آخر يتخلون عنه .
الطبقة السياسية هي المسبِّب لِما وصلنا إليه .
وهي التي تتحمَّل المضاعفات السلبية التي نحن فيها .
منذ ثلاثين عامًا إلى اليوم، ماذا فعلوا؟
كان دينُ لبنان مليار دولار فاصبح مئة مليار دولار،
على رغم الحرب، كان لبنان في بحبوحة فأين هو اليوم؟
كانت المصارف كالصخرة فأصبحت اليوم كالرمال المتحركة .
وبالله عليكم، لا يقول لنا احد "إنني بريء من دم هذا الصِدِّيق".
جميعكم شاركتم في ما وصل إليه الوضع :
منكم مَن شارك بان تسلَّم المسؤولية .
ومنكم مَن شارك بان كان في الموالاة حين كانت الممارسات الخاطئة تُرتَكَب .
ومنكم مَن عارض لكنه لم يرفع الصوت فبقيت معارضته تحت سقف الإنضباط .
***
وقعت الواقعة فانبريتم تتحدثون وكأن الشعب فاقد الذاكرة :
مَن نزل إلى الشارع؟
الشاب الذي تخرج من جامعته وعاد إلى منزله عاطلًا عن العمل من دون القدرة على إيجاد وظيفة، لأن الوظائف توزَّع كوتا بين الطبقة السياسية .
الشاب الذي تقدَّم بطلب إسكان ليستطيع ان يؤسس عائلة لكنه اكتشف ان بعضًا من اصحاب المليارات سبقوه إلى استقراض الملايين من القروض المدعومة .
المريض الذي لا يستطيع الحصول على دواء أو الذي لا يستطيع توفير دواء لعائلته.
الطلاب الذين ما زالوا في المدارس والجامعات فبدأوا من اليوم تحركًا استباقيًا كي لا يصير بهم ما صار بغيرهم .
هؤلاء وغيرهم من الشعب العفوي البريء الذي لا حسابات سياسية له ولا ارتباط له بسفارة أو بجهة خارجية .

***
السياسات المالية التي انتهجتها العهود المتعاقبة والحكومات المتعاقبة، على مدى ثلاثين عامًا،هي التي أوصلت إلى 17 تشرين الأول، وليس الستون يومًا التي تلت بدء الثورة .
حتى الدول الأكثر فسادًا لم تصل إلى ما وصل إليه لبنان :
لا اليونان ولا البرازيل ولا الأرجنتين ولا فنزويلا ولا كولومبيا، كان فيها هذا الكم من الفساد كالذي مر ويمر به لبنان .
***
من أين يبدأ الحل؟
من اقتناع الجميع بان الطبقة السياسية التي حكمت منذ ثلاثين عاما إلى اليوم قد انتهى دورها ولا بد لها من ان تفسح المجال للناس "المتريثين" ليختاروا حكومة اختصاصيين لا مقنعين
وأن تفسح المجال أيضًا للبنانيين نجحوا في الخارج ويُفترض بأن يشاركوا في وضع خبراتهم في خدمة وطنهم لبنان:
يا ليتنا نحظى باللبنانيين الكرماء الأكارم بنجاحاتهم وعطاءاتهم وشفافيتهم النادرة أمثال معتز غندور وعثمان سلطان إلى فؤاد دندن وغيرهم من المغتربين الذين تفوقوا في مجالاتهم الخاصة .
هؤلاء يجب إعطاؤهم فرصةً بدل التلهي "بتجريبِ المجرَّب"، ومعروفٌ المثلُ الذي يقول:
"مَن جرَّب المجرب كان عقله مخرب".
وللبحث صلة...