info@assayad.com     +971 2 443 7475     +971 777 55 33
العدد 3907
 - 
السبت ٢٠ - أبريل - ٢٠٢٤ 
ABU DHABI
ABU DHABI
السبت ٢٠ - أبريل - ٢٠٢٤  /  العدد 3907
الأرشيف
تابعونا على فيس بوك
تابعونا على تويتر
وجهات نظر
بقلم الهام سعيد فريحة

انقلابيون بوجوهِ تغييرٍ..


عندما يستعيدُ الناسُ لحظاتِ الثورةِ ومطالبَ الابطالِ الثوار ومحاسبة "فاسدي الفساد" المعروفين، كما لا ينسى صرخاتِ الغضبِ التي لم تستثنِ أحداً ممن أفقروا الناس وسرقوا احلامهم .
فجأة،هم أنفسهم من كانوا في وضع المعتدين على الشعب وأرزاقه وهواجسه ينصّبون أنفسهم في مواقع المسؤولية ويدخلون جنات الحكم من جديد بأقنعةٍ جديدة ليخططوا لنا مستقبلنا تحت عناوين فضفاضةٍ..
***
من هم هؤلاء؟ هل نسينا أنهم هم أنفسهم وإن بربطاتِ عنقٍ جديدة، وأسماء نسائية جديدة يتنطحون اليوم للدفاع عن الناس، يَنكرون أدوارهم السابقة.
ويقدَمون بعض القرابين كبش محرقةٍ على مذابحِ مؤامراتهم.. نعم هي مؤامراتهم بتكبير حجر الاحلام والمشاريع في الإعلام، ويعرفون أنهم هم الشركاء في الارتكابات على مدى سنواتٍ وعقود يشاركون اليوم في صياغة المستقبل لنا ..
يريدون منا ان نصدَق أن ما يُطرح من قوانين لاستعادة الأموال المنهوبة والمسروقة سيتم اقرارها.. وكيف؟
أليست أغلبية المشاركين في الحكومة هم أنفسهم في مجلس النواب؟
من سيشرَع لمن؟ ومن سيصوَت على مشروع إدانتهِ وإعدامهِ والحكم عليه ؟
ما يُطرح للأسف هو لإلهاء الناس ولتحويل الحكومة ورئيسها وبعض وزرائها أبطالاً على طريقة الزعماء.. ومن منا لا يُدرك كيف تُدار الجيوش الإلكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتطبيلِ والتزمير لأبطالِ الثورةِ الجديدة في الحكومة؟
فعلى سبيل المثال تلك الاغنيةُ التي تم تنفيذها للتطبيلِ لرئيس الحكومة وكأننا في الأنظمة الديكتاتورية؟
أين نحن؟ على من تضحكون وأنتم تديرون مشروعاً انقلابياً من الغرفِ السوداء التي تذكرُ بالأيام الحزينة التي عصفت بلبنان ؟
مشروعٌ انقلابيٌ تحت عنوان إنقاذ الأوضاع للسيطرةِ على مفاصل النظام السياسي ووجهِ لبنان باقتصاده الحر الذي أشرقت أنوارهُ على كل العالم منذ سنوات.
هل حاكم مصرف لبنان والمصارف هم وحدهم المسؤولون عمّا يصيبنا؟ أين أبطالُ السرقاتِ والنهبِ والفسادِ وهم يتشاركون القرار والمسؤولية اليوم على طاولة الحكومة وعلى مستوى كل الحكم؟
هل نحن مدركون إلى أين يُريدون أخذ البلد؟ نحن رهائنُ ولكننا رهائنُ نرفض أن نموت من دون أن نصرخ أن الجميع مشاركٌ في جريمةَ قتل بلدٍ بكل مقوَماته.
***
ضاع اللبنانيون بمشاريع القوانين والاقتراحات لمكافحة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة كما يُقال، ولم يُعد اللبناني يعرف، ما الصحُ وما الغلطِ وأين الانتقامُ وأين العدالةُ؟
وهل المطلوب عدالةٌ ام تصفيةُ حساباتٍ لألفِ حسابٍ وحساب.
***
صرخ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بالأمس بلهجةٍ قاسيةٍ في وجهِ محاولات تغيير وجهِ لبنان وهويةِ لبنانُ، فهل من يَسمع؟
كفى أحقاداً وتحميلاً للآخرين مسؤولية فشلكم وعجزكم، واذهبوا للعمل.
الناس جاعت.. الليرة في الحضيض وأنتم تتسلونَ في البحثِ عن جنس الملائكة.
أنتم انقلابيون من دون ثورة...



اخترنا لكم