كل شيء في لبنان يبدو مبرمجاً.
انتفض الشعب في 17 تشرين الأول ونزل مليون منه بحضارة متناهية، مطالبين بأبسط حقوقه لتسقط طبقة "فاسدي الفساد" .. دخلت مع هذه الثورة العفوية عدة ثورات، منها لبشاعة الألفاظ ومنها للتكسير.. وكأن الحقوق تأتي من جراء تكسير واجهات المحلات وحرق آلات ATM وكتابة عبارات بذيئة على جدران المصارف اللبنانية.. ودخل أيضاً مع الثورة الحضارية، من هو حاقد وكاره والذي يريد أن يعود بنا.. ولقد عدنا مئة سنة إلى الوراء.

جمدوا أموالنا بالمصارف، وأرغمونا على شحذها لأسباب لا ناقة لنا فيها ولا جمل.. وإن أساس المشكلة هي الطبقة السياسية الفاسدة التي نهبت على هواها، وحولت أموالها مثل خفافيش الليل، وهناك دراسة أن "الكورونا" تأتي من جملة ما تأتي من الخفافيش التي تعيش تحت منازل ذات السطوح القرميد، إذا نفس النتيجة تفشي فيروس المرض وكذلك الفساد.
وما أن تأقلمنا مع القهر المحتم على الشعب اللبناني، حتى ظهرت "الكورونا" هذا الفيروس الذي في كل العالم يقولون عن تفاديه أمر ولا أبسط من ذلك:
النظافة ثم النظافة..
من لا يغسل يديه عدة مرات في اليوم..؟ ومن لا يستحم مرتين في اليوم..؟
واللبناني من عادته السلام والتقبيل.. فلنختصر.
***
فعلاً تصريح معالي وزير الصحة حمد حسن "إن الحجر الصحي.. مش لعبة" ولا يمكنني خنق البلد..
أما قضية المال المنهوب فقد غسّل الفاسدون أيديهم من زمان وحتى أن فيروس "الكورونا" لا يطالهم لأنهم "فيروس فتاك" بحد ذاتهم.
وإن أي تعامل معنا هو غير مسؤول حين يحملنا جزءاً من المسؤولية لأن الوضع تحت السيطرة.
كلام صحيح وهذا هو نهج حكومة د. حسان دياب كلّه تحت السيطرة..
وخنق البلد لا يأتي من فيروس "الكورونا" إذا أردنا أن نكون "واقعيين" بل اختنق البلد ولفظ أنفاسه الأخيرة من طبقة "فاسدي الفساد" وفيروس بالطالع أو بالنازل لا يُقدم ولا يُؤخر، المهم أن تبقى الرحلات الجوية مفتوحة مع العالم الخارجي..
وانتهت تداعيات "الكورونا" ومن خالف هذه القواعد ما عليه إلا أن يلوم نفسه.
***
عودوا أيها الشعب الثائر مطالبين الحكومة ومصرين على أبسط حقوقكم:
الغلاء استفحل، طالبوا الوزراء المختصين أن يراقبوا كل الأسعار ويعلمونا كم ضبطوا وأصدروا مخالفات بحق المخالفين.
هل أمور المستشفيات والذلّ قد حُسمت بالخير.. أم لا جديد ؟
هل صدر أمر من معالي وزير المالية غازي وزني بدفع كل الضرائب السابقة على الأملاك البحرية ؟ أو ليس حرقة في قلب كل مواطن صناديق ورواتب مصلحة سكة الحديد المتوقفة منذ نصف قرن ما الجديد بها، وهل ما زالوا يدفعون مصاريفها ..!
***
هل نعتبر أنه فولكلور تخديري إعادة المال المنهوب، يطرحونه و"يصرعوننا" بإيجاد وسائل قانونية كفيلة بالاسترداد ؟.
مثل "الكورونا" مثل استعادة الأموال المنهوبة، بـ"الكورونا" غسّل يديك وابقَ نظيفاً على نفسك وانتهى الموضوع.. أما "فاسدو الفساد" فقد غسلوا أيديهم من زمان.
***
والآتي أعظم.. وإن كان التشاؤم ليس بطبيعتي إطلاقاً، فليس بوسعي أن أخفي على أحبائي وقرائي معلومة وقد أتتني من مصدر موثوق..
تذكروا استفادوا حتى الفجور.
نهبوا حتى إفقارنا.
حوّلوا حتى أفرغوا خزينة الدولة.
وقد نصل قريباً.. وهنا بيت القصيد إلى وضع أسوأ بكثير، نحن الشعب المؤمن بوطنه والذي أموالنا محجوزة مُطبق عليها بأمر واقع الحال.
ومن سيُقال أو يستقيل شامخ الرأس للأسف، تصنيف لبنان الدولي CCC - كذلك مصارفه، دون الحد الأدنى من أي دولة متخلفة.
فمن يذهب ومن يأتي.. سيان عند الشعب.