info@assayad.com     +971 2 443 7475     +971 777 55 33
العدد 3907
 - 
الجمعة ١٩ - أبريل - ٢٠٢٤ 
ABU DHABI
ABU DHABI
الجمعة ١٩ - أبريل - ٢٠٢٤  /  العدد 3907
الأرشيف
تابعونا على فيس بوك
تابعونا على تويتر
وجهات نظر
بقلم الهام سعيد فريحه هذا قليلٌ مما يجبُ أن يصيبَكم
ولا يموتُ حقٌّ وراءَه مطالبُ شعبٍ بأكملِه
في مشهد الغضب الشعبي، كان مثيراً أن يطلع علينا سياسيون ينظِّرون ويحللون، فـ"يَطْلع معهم" أن الأمر يتعلق بقلب الطاولة وسياسة المحاور.
كأن هؤلاء لا يعني لهم شيئاً وجعُ كل الناس الذي انفجر في الشارع بعدما بلغ الذروة.
وكأن هؤلاء الذين افترشوا الأرض وأقفلوا الشوارع، من كل الطوائف والمذاهب والمناطق، لا يتحرّكون إلا بأمر المحاور الخارجية، لا بدافع الجوع والوجع والقرف والذلّ…


إلى الشركات والمؤسسات التي تقفل أبوابها وتخرب معها بيوت الآلاف من الناس،
إلى الطلاب الذين باتوا عاجزين عن دخول المدارس والجامعات لأن الأقساط نار، وبالدولار...
إلى المستقبل المقفل الذي ينتظرهم ويدفعهم إلى التسكع على أبواب السفارات…
كل ذلك، فيما أنتم، يا حكومة، تكدسون الثروات في المصارف، وتُهرِّبون أموالكم المنهوبة من تعب الناس وعرقهم ودمهم إلى سويسرا وغيرها…
وغداً، إذا "حزّت المحزوزية"، تتركون كل شيء على الأرض وتهربون…
***
منذ عدوان تموز 2006 وقصة اختفاء الـ11 مليار دولار من المساعدات، ونحن نسأل: أين هي هذه الأموال المنهوبة؟
ولا أحد يجيب، ولا يتحرك جهاز رقابة أو قضاء ليفتش عن أموال الناس الضائعة، مع أن كثيرين يقولون إنهم يعرفون أين هي…
والدين العام الذي يكاد يناهز الـ100 مليار، أين هو؟
كيف تتوزّع فيه الأموال المنهوبة؟
لا أحد يكاشف الناس بالحقائق لأن المستفيدين يتواطأون في ما بينهم ويوزّعون المغانم…
***
لقد حوّلوا صورة لبنان إلى بلد يعيش على الاستعطاء، من "سيدر" وسواه.
ولكن حتى الأصدقاء الفرنسيون والأشقاء العرب لم يعودوا يتحملون خداعهم ومناوراتهم
لقد كشفوهم وآن الأوان ليثبتوا أن الأموال التي سيدفعونها للبنان لن تذهب إلى جيوبهم.
لكن الحكومة تصرّ على الإستعطاء. حتى طائرات إطفاء الحرائق استقرضناها من قبرص والأردن واليونان.. فيما طائراتنا معطلة!
***
ثم يفتشون عن الحل من لقمة المواطن فقط لا غير!
حتى رواتبهم ومخصصاتهم "لولد الولد" رفضوا المسّ بها.
ولكنهم يريدون اقتطاع أجزاء من المعاشات التقاعدية لموظف أمضى العمر في انتظار ضمانة لآخرته.
ذكاء المستشارين أرشدهم إلى ضريبة على الواتساب…
ولكن، ألا يعرفون الحدّ الأدنى من القانون، وأن هذه الخدمة هي ملك لشركة "فيسبوك"، وهي كانت سترفع دعوى على الحكومة اللبنانية لو حوَّلتها إلى تجارة!
***
تمضون جلسات مجلس الوزراء في التسلية والتنكيت و"الهضمنة" و"الحرتقة" بعضكم على بعض، ثم تسافرون على حساب الناس، ولا تسألون عن الأكلاف بالملايين…
ثم تأتون إلى فلس الأرملة لتسحبوه من جيبها…
عيب، وألف حرام.. إذا كنتم تعرفون الحرام…
أين أموال الأملاك البحرية، ولمن أموال معابر التهريب والتهرب الضريبي، وماذا عن ضرائب "سوليدير"، وماذا عن التلزيمات الغامضة بمليارات الدولارات؟
يكفي أن نفق سليم سلام تمّ تأهيله أخيراً بـ14 مليون دولار!!
وللصراحة، يكاد يكلّفنا هذا النفق مقدار ما كلف الأميركيين جسر بروكلين!
وفي النهاية، أقفل المواطنون الغاضبون مداخله بالإطارات المشتعلة. فكادت تحترق الـ14 مليوناً، لننفق أخرى في إعادة تأهيله وتلزيم جديد… وشرّ البلية ما يضحك!
***
لقد انفجر الغضب من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب. والنقمة لم تفرّق بين مسيحي وشيعي وسني ودرزي.
في المناطق الشيعية، التي يقال غالباً إن لها خصوصياتها، تعرّض الناقمون لمنازل نواب من الطائفة.
وهذا يعني أن كرة النار الشعبية التي تدحرجت، لا أحد يستطيع إيقافها، ولا حدود طائفية أو مذهبية أو مناطقية لها…
***
الرئيس الحريري خرج ليشرح للناس ما عنده.
وتمّ إلغاء مجلس الوزراء بسبب قطع الطرق.
وربّ قائلٍ بسخرية: فليجتمع الوزراء على الواتساب… قبل أن تصبح الخدمة بـ20 سنتاً…
ربما يدافع بعض السلطة عن براءته
ولكن البعض لا يمكنه ادعاء الطهارة
مثلاً، "متعهد الجمهورية" يقال إن ثروته ناهزت الملياري دولار!
وهذا الكلام وحده كافٍ ووافٍ.
***
في هذه "المَوْحَلة"، وحدَهُ الجيشُ اللبنانيُ، ومعه سائرُ القوى الأمنية، يستحقُ الاحترامَ والتقديرَ.
اللبنانيون مَدينون لما يقوم به قائد الجيش، العماد جوزف عون وأركان الاستقرار الأمني، وهم: مدير المخابرات العميد الركن أنطوان منصور، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، والمدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، ورئيس شعبة المعلومات العميد خالد حمود. فألف تحية لهم.
الجيشُ من هذا الشعبِ المقهور. ولذلك هو يحسُّ به وبجوعِه وذلّه وقهرِه.
فشكراً لكم يا حُماةَ الدارِ، وللشرفِ والتضحيةِ والوفاء!
***
البلد تحكمُه اليوم جماعةٌ تشبه ماري أنطوانيت ملكة فرنسا، عشية الثورة.
آنذاك، نزل الناس من جوعهم وقهرهم إلى الشارع، فأطلّت من قصرها وسألت: علامَ يعترضون؟ ردّت عليها البطانة: يريدون الخبز ليأكلوا! فكان ردُّها الشهير: ليس عندهم خبز، فليأكلوا البسكويت!
***
ثلاث سنوات ونحن ننادي: يا سلطة تنفيذية، أوقفي هذا السلوك التدميري.
أنظروا إلى الناس الذين يموتون على أبواب المستشفيات، إلى قلقهم على راتب يذوب كل يوم ويتآكل...
نحن نعرفكُمُ جميعاً واحداً واحداً يا أركانَ الحكومة!
نعرفُ كلَّ واحدٍ منكم، ماذا كان قبلَ مجيئِه إلى جنّةِ السلطةِ وكيفَ صار الآن!
ملياراتٌ وملياراتٌ ابتلعتموها ولم يرفَّ لكم جفن،
وما زلتم تطمعون بالمزيدِ، ولو على انهيارِ البلد ومجاعةِ أهله.
ولكن، الناسَ لن يغفروا لكم ولن يسمحوا لكم بالرحيل.
أعيدوا أولاً أموالَهم المنهوبة...
لماذا هذا الرعبُ من إعادةِ الأموالِ المنهوبةِ التي يمكنُ لنِصْفِها أن ينتشلَ البلدَ من أزمتِه ويعيد إليه الحياة؟
***
عاجلاً أم آجلاً، مالُ الناسِ هو حقٌّ للناس والحقُّ مقدّسٌ!
ولنتذكرْ قاعدتين أثبتهما التاريخُ: الجوعُ كافرٌ، وصوتُ الشعبِ من صوتِ الله!
فحذارِ التمادي في تجويعِ الشعبِ وقهره، لأن الحقَّ سيعودُ لأصحابهِ مهما تأخر الزمن،
ولا يموتُ حقٌّ وراءَه مَطَالبُ شعبٍ بأكملِه.



اخترنا لكم