أما وقد أصبحَ هناكَ قانونٌ في لبنان بعد صبرِ الصابرينَ لاستيرادِ لقاحاتِ وباءِ كورونا ، والدخولِ في نفقِ تضاربِ الأسعارِ بين لقاحٍ وآخرَ، وكذلك بين شركةٍ وأخرى، فإن من حقنا نحنُ الشعبُ أن نسألَ ونستفسرَ عن أيِّ لقاحٍ هو الأفضلُ ولا يسببُ عوارضَ جانبيةٍ ، كما لا يُسببُ الوفاةَ .
نقولُ هذا الكلامَ لأن من حقِ الشعبِ أن يستفسرَ خصوصاً أن " صحتنا بالدق " ولم يعد هناكَ من مجالٍ للمزحِ في هذا الموضوعِ .
القانونُ كالعادةِ سمحَ للشركاتِ الخاصةِ باستيرادِ اللقاحِ ، فهذا السماحُ يُخرِجُ الملفَ من أيدي القطاعِ الرسمي وتحديداً وزارةُ الصحةِ وما تعانيهِ من فشلٍ وعجزٍ وتنفيعاتٍ وتأثيرِ المستشارين ، وما أكثرهم .
***
في موضوعِ اختيارِ اللقاحِ ، لكلِّ مواطنٍ دورٌ ، ولكلِّ خبيرٍ دورٌ ، وعلى الخبراءِ والذين يتعاطونَ الشانَ العامَ أن يُدلوا بدلوهم ، وسريعاً ،من أجلِ التوصلِ إلى افضلِ اللقاحاتِ .
***
للتسهيلِ على الجميعِ في هذا السياقِ ، دعا خبراءُ الصحةِ من ووهان في الصين حيث تفشى الوباءُ ، النروجَ ودولاً أخرى إلى تعليقِ استخدامِ لقاحِ Pfizer ، ولاسيما بين كبارِ السنِ.. بعدَ الزيادةِ الكبيرةِ في الوفياتِ في النروج .
صحيفةُ " جلوبال تايمز " الصينيةُ كشفت أن الخبراءَ الصينيينَ طلبوا تقييمَ الوفياتِ بحذرٍ لفهْمِ ما إذا كانت ناتجةً عن اللقاحاتِ أو غيرها من الحالاتِ الموجودةِ مسبقاً لهؤلاءِ الأفرادِ.
"يانغ زانكيو" ، عالمُ الفيروساتِ من جامعة ووهان ، اعتبرَ أنه إذا ثَبُتَ أن الوفيّاتِ ناجمةٌ عن اللقاحِ ، فيجبُ تعليقُ استخدامهِ .
عالِمٌ في المناعةِ نبَّهَ إلى أنه لا ينبغي التوصيةُ بتلقيحِ كبارِ السنِ ولاسيما مَن تتجاوز أعمارهم 80 عاماً .
والأهمُ في ما قالهُ الخبراءُ الصينيونَ أنه ينبغي التوصيةُ لكبارِ السنِ والضعفاءِ بتناولِ أدويةِ تحسينِ المناعةِ .
ومن الصينِ إلى النروج التي تعتبرُ ان " اللقاحَ أسوأُ من المرضِ " ، فحتى العوارضُ الجانبيةُ البسيطةُ بالنسبةِ الى كبارِ السن ، قد تتطورُ لتصبحَ فادحةً.
وتدخلُ النروجُ في الإحصاءاتِ لتعزِّزَ وجهةَ نظرها فتقولُ إنها أعطتْ جرعاتٍ تصلُ إلى 33000 شخصٍ ، بمن فيهم كبارُ السنِ ، لكنها وجدت بالفعلِ أنها "محفوفةٌ بالمخاطرِ" بالنسبةِ للمرضى الميؤوسِ من شفائهم والأشخاصِ الذين تزيدُ أعمارهم عن 80 عاماً والذين يعانونَ من ضعفٍ.. نظراً لحقِّ 33000 فقط في اللقاحِ ، فإن عددَ الوفياتِ المبلَّغَ عنهُ مذهلٌ بالفعلِ ويتسببُ في دقِّ المسؤولينَ ناقوسَ الخطرِ .
وبحسبِ الإحصاءاتِ أيضاً في النروج فإن 23 شخصاً لقوا حتفهم بعدَ وقتٍ قصيرٍ من تلقّي جرعتهم الأولى من اللقاحِ. من بين هذه الوفياتِ ، تمَّ حتى الآن تشريحُ 13 حالةَ وفاةٍ ، وتشيرُ النتائجُ إلى أن الآثارَ الجانبيةَ الشائعةَ ربما تكونُ قد ساهمت في عوارضَ جانبيةٍ شديدةٍ لدى كبارِ السنِ والضعفاءِ ، وفقاً لوكالةِ الأدويةِ النرّويجية.
لم يُرِد ممثلو Pfizer و BioNTech التعليق. بل يكتفونَ بالقولِ إنه تمَ استخدامُ لقاح Pfizer-BioNTech بعد الموافقةِ عليهِ في أواخرِ العامِ الماضي على نطاقٍ واسعٍ ، كما تمت الموافقةُ على لقاحِ Moderna .
ومع ذلك لا يزالُ العديدُ من المشكّكينَ في أوروبا والولاياتِ المتحدةِ والعالم متحفّظينَ على اللقاحاتِ على رغمِ تشديدِ شركاتِ الأدويةِ الكبرى والحكوماتِ على أنها آمنةٌ تماماً.
***
كل هذه الدراسات التي تعمقنا بها وبما حملته من خوفٍ ومعاناةٍ،جعلت منا اختصاصيين، أمام جهل اختصاصيي الحكومات، ولكي تكون حافزاً لأنفسنا ولاختبارِ أفضلِ اللقاحاتِ بعد أن تفشى الوباءُ من تقنيةِ اقفالٍ، فتحٍ، نصفَ اغلاقٍ، اقفالٍ كامل، كما سمحت الحكومةُ بفتحِ اماكنِ السهرِ والرقصِ مما جعلَ من وباءِ الكورونا لا يرحمُ صغيراً أو كبيراً، بالاضافةِ الى التفشي بسرعةٍ هائلةٍ بسبب "غلاظاتِ" الترفِ واللقاءاتِ باماكنَ مكتظةٍ لا تعتبرُ التباعدَ الاجتماعي ضرورةً.