info@assayad.com     +971 2 443 7475     +971 777 55 33
العدد 3907
 - 
الثلاثاء ٢٣ - أبريل - ٢٠٢٤ 
ABU DHABI
ABU DHABI
الثلاثاء ٢٣ - أبريل - ٢٠٢٤  /  العدد 3907
الأرشيف
تابعونا على فيس بوك
تابعونا على تويتر
وجهات نظر
بقلم الهام سعيد فريحه أمثلةٌ عن الخفّةِ: سيناريو الانهيارِ الكبيرِ


الخفّةُ إينما كان.
استسهالُ التعاملِ مع القضايا الكبيرةِ التي يرزحُ تحتها لبنانُ صارَ معمّماً وأينما كان.. ليس هناك أيُّ ملفٍّ وأيُّ قضيةٍ تُعالج إلاّ بالترقيعِ وتسوياتٍ مركّبةٍ مؤقّتةٍ من دونِ الوصولِ إلى ما يُطعمُ الناسَ.
راقبوا كيفَ وإلى ما انتهت إليهِ توصيةُ التدقيقِ الجنائيِ في كلِ الإداراتِ: هل هي ملزمةٌ أم لا ؟
هل هي ملزمةٌ لرياض سلامة أم سيتحججُ مرةً جديدةً انه بحاجةٍ لتعديلاتٍ بالقوانينِ خصوصاً أن لا التوصيةَ ولا القرارَ سيشملانِ تعديلاتٍ في قانونِ النقدِ والتسليفِ؟ هذا في مصرفِ لبنانَ فماذا عن بقيةِ الإداراتِ وكيفَ ستتعاملُ الإداراتُ الأخرى التي بدورها "فالتة" ولا حسيبَ ولا رقيبَ عليها بدءاً من ديوانِ المحاسبة وصولاً إلى التفتيش الاداري..
***
الخفّةُ التالية
هي مسألةُ الدعمِ أو رفعهُ عن السلعِ الأساسيةِ والمحروقاتِ ودورُ مصرفِ لبنان.
لم يفهمْ الناسُ وقد لا يفهمون إلى أينَ سارَ وإلى أين سيسيرُ هذا الملفُّ وهل تمَ تجميدُ رفعِ الدعمِ جزئياً واقتطاعِ الـ 15 % من احتياطي المصرفِ المركزي والتي هي ودائعُ الناس بعد اجتماعِ الحاكمِ بالرئيس ميشال عون، أم سيعودُ الأمرُ ليطلَّ من النافذةِ مع انهيارِ الوضعِ أكثرَ خصوصاً مع تراجعِ وارداتِ الدولةِ بشكلٍ جنونيٍ أواخرَ العامِ ومع تفاقمِ أزمةِ الكهرباء بشكلٍ لم يعد يطاقُ فيما الآتي أعظمُ..
***
الخفّةُ أيضاً
في ملفِ تشكيلِ الحكومةِ.. هل يعرفُ أحدٌ أين صارتْ الاتصالاتُ لولادةِ الحكومةِ؟ في المعلوماتِ أن الرئيسَ المكلفَ وبعد فشلِ الالتزامِ بكلِ المعاييرِ التي يعرضها الأفرقاءُ سيذهبُ بتشكيلةٍ كاملةٍ إلى رئيسِ الجمهوريةِ هذا الأسبوع: تشكيلةٌ من 18 وزيراً تبعاً للمعاييرِ التي ارتآها الحريري والتي طبعاً سيجدُ الرئيس عون ألفَ سببٍ وسببٍ لرفضها..
عندها سيعودُ الحريري أدراجهُ على حكومةٍ لن تعلنْ وعلى تكليفٍ لن يتخلّى عنه، أقلُّهُ في الوقتِ الراهن.
***
الخفّةُ أيضاً
في التعاطي مع ملفِ العزلةِ العربيةِ التي يعيشها لبنان.. هل من مسؤولٍ كلّفَ وسيطاً أو مندوباً أو حاول بنفسهِ الاستفسارَ أو السؤالَ أو العلاجَ..؟ صحيحٌ أننا نعرفُ من المسؤولُ وما سببُ العزلةِ واستحالةِ الخروجِ من حالِ الخطفِ التي نعيشها وعلى يدِ من ولكن هل هناكَ دورٌ لوزيرِ الخارجيةِ حتى ولو كان مستقيلاً أو لرئيسِ الحكومةِ المستقيلِ والمعتكفِ أساساً؟ وأساساً هل لدينا سياسةٌ خارجيةٌ، واتحدى هنا أن يقولَ لنا أحدٌ ما هي هذه السياسةُ الخارجيةُ؟
***
من معالمِ الخفّةِ
أيضاً كيف أدارَ اللبنانيون ظهورهم للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وإذ بهم وهم يستشهدونَ بمبادرتهِ يعملون عكسها ويترجمونها على أذواقهم فيما لم يقولوا لنا ما هو وماذا سيكونُ دورُ الدولةِ اللبنانيةِ في مؤتمرِ المساعداتِ الفرنسيةِ الإنسانيةِ الذي تنظمهُ باريس في الثاني من كانون الأول المقبل، وأساساً لماذا يكونُ المؤتمرُ لمساعداتٍ انسانيةٍ فيما كان الرهانُ على اكثرَ من ذلك؟
واستطراداً... من سيقدِّم العونَ الكبيرَ للبنان اليوم حتى على الصعيدِ الإنساني؟ أميركا بين رئيسين؟ وهي ستفرضُ عقوباتٍ جديدةً على سياسيين ومتعهّدينَ لبنانيين هذا الأسبوع؟
اليابانُ التي تعاملنا معها في قضية غصن باستخفافٍ ما بعدهُ استخفاف؟ أوروبا الغارقةُ في انهياراتها الماليةِ والاقتصاديةِ نتيجةِ كورونا؟
أم دولُ الخليجِ التي غادر أبرزُ سفرائها لبنان ولم يحرِّكوا ساكناً بعد الانهياراتِ اللبنانيةِ لأنهم سبقَ ان حذّروا وكتبوا واعطوا وقدّموا ولكن من دونِ آذانٍ صاغيةٍ لبنانيةٍ ولا تفاعلٍ مع ايَّ قضيةٍ كانوا يطالبون بها..
ماذا ننتظرُ بعد من معالمِ الخفّةِ اللبنانيةِ؟
وطنٌ منهارٌ في كلِ القطاعاتِ، طبعاً هذه أمثلةٌ عن نماذجَ طويلةٍ عريضةٍ من الاستهتارِ بالناسِ.. قلنا بالأمس أنهم طغاةٌ.. لم نعد نعرفُ ماذا نضيفُ على نعوتهم.. ربما متآمرونَ علينا..



اخترنا لكم