الحديث عن سلطنة ُعمان الشقيقة ال يحتاج بالضرورة إلى مناسبة معينة، فهي تظل حاضرة دوما، غير أن العيد الوطني الـ 50 الذي يوافق الثامن عشر من نوفمبر ، يشكل في حد ذاته مناسبة عزيزة ، ألنه يذكرنا بالبداية الحقيقية لعمان الحديثة .ونحن نشارك أشقاءنا في سلطنة ُعمان الشقيقة احتفالهم بهذه المناسبةالغالية والتي تشهد على انجازات حضارية رائدة ومسيرة النهضة والتقدم واالزدهار في شتى الميادين تحت القيادة الحكيمة والرشيدة لحضرة صاحب الجاللة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه والذي أخذ على عاتقه مواصلة مسيرة المغفور له بإذن هللا صاحب الجاللة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور "طيب الله ثراه" في النهضة والتنمية والبناء وقيادة سلطنة عمان العزيزة ألعلى مراتب التقدم االزدهار
.فإن الذاكرة تعود بي وبشكل تلقائي، إلى المرة األولى التي زرت فيها سلطنة عمان الشقيقة في أواخر السبعينات، وكذلك زيارتي األخيرة لها في نوفمبر الماضي ، وفي المسافة بينهما يمر بذهني شريط طويل من الذكريات الحافلة بصور مشرقة ورائعة لسلطنة عمان التي شهدت نهضةوتنمية شاملةوكانت كلمة السر في هذه النهضة هي المواطن العماني فهو صانعالتنمية وأساسها ، والتي شكلت الثقة العميقة بقدراته في بناء حاضرهوصياغة مستقبله ملمحا قويا ومميزا.وقد سطر الشعب العماني يوم الحادي عشر من يناير من العام الحالي2020 ملحمة وطنية من الوفاء واإلخالص إذ شهدت السلطنة خالله انتقاال سل ًسا للحكم عرفانًا وتقدي ًر تثبيت من ا للسلطان الراحل وبقناعة راسخةأشار إليه لوالية الحكم إيمانًا منهم بحكمته المعهودة ونظرته الواسعة ، وتم تثبيت حضرة صاحب الجاللة السلطان هيثم بن طارق حفظه هللاورعاه سلطانا للبالد .ومنذ تولي جاللته مقاليد الحكم شهد السلطنة العديد من المنجزات فيمختلف المجاالت توجت بإعادة هيكلة الجهاز اإلداري للدولة لتتواكب مع"رؤية ُعمان 2040 "التي تهدف إلى تحفيز اقتصاد السلطنة، وتعزيزًر استدامة الثروات الطبيعية ، لتحقيق الرفاهية ومستقبل أكثر ازدهارا ونمتءً
واصدر جاللته قانون نظام "األمان الوظيفي" وتمويله بمبلغ 10 ماليينلاير ُعماني في سبيل توفير سبل العيش الكريم للمواطن العُماني ، كماأولى اهتما ًما بالغًا بقطاع التعليم وجعله في مقدمة األولويات الوطنية ، وأكد جاللته على االهتمام بالمرأة العُمانية وتأكيد دورها الحيوي في بناءالوطن أسوة بالرجل على مختلف األصعدة وأنعم بوسام اإلشادة السلطانيةعلى عدد من الشخصيات النسائية العُمانية ، وأكد حرصه على الشبابمس احتياجاتهم واهتماماتهم وتطلعاتهم ألنهم ثروة األمم وموردها الذيوتل ُّال ينضب، وسواعدها التي تبني .واستمرا حرص جاللته على ًرا لمدرسة السلطان الراحل "طيب هللا ثراه"االلتقاء بعدد من شيوخ واليات محافظة ظفار بوالية صاللة في شهر سبتمبر الماضي تعمي ًقا للتواصل الدائم بين القائد وأبناء الوطن ليطلع على احتياجاتهم ومتطلبات والياتهم عن قرب ويستمع إلى مالحظاتهم ومقترحاتهم . ولا يمكن لاحد أن يغفل نهج السياسة الخارجية العُمانية الذي يقوم علىأسس ثابتة مستمدة من حضورها الحضاري والثقافي ومن قيم المجتمالعماني األصيلة ويتميز بالوسطية واالعتدال، وإعالء شأن اإلنسانيةوإرساء السالم والتعايش السلمي بين األمم والشعوب و ُحسن الجوار وعدم عاون التدخل في شؤون الغير الداخلية واحترام سيادة الدول وعلى التالدولي في مختلف المجاالت". وهذا ما ساعد سلطنة عمان على النجاح في كل المساعي التي تصدت من خاللها للتوفيق والصلح بين بعض الدول وجعلها وسي ًطا مرحبًا به في الوسط الدولي وختاما نؤكد على متانة العالقات الكويتية العمانية التي تمتد لتاريخ طويل و تقوم على ركائز أساسية ورؤية سياسية مشتركة وتعاون اقتصادي واعالميوثقافي ومستقبل واعد للبلدين الشقيقين .
كل عام والسلطنة الشقيقة قيادة وشعبا بألف خير