info@assayad.com     +971 2 443 7475     +971 777 55 33
العدد 3907
 - 
السبت ٢٠ - أبريل - ٢٠٢٤ 
ABU DHABI
ABU DHABI
السبت ٢٠ - أبريل - ٢٠٢٤  /  العدد 3907
الأرشيف
تابعونا على فيس بوك
تابعونا على تويتر
فن ومشاهير
رحل قبل شهرين من عيد ميلاده الـ 100
الأمير فيليب..
الشخصية الخشنة في الأسرة الملكية البريطانية
"ببالغ الحزن تعلن الملكة وفاة زوجها الحبيب الأمير فيليب دوق أدنبره".. "الأمير فيليب توفي بسلام في قصر ويندسور".."العائلة الملكية تنضم إلى الناس في جميع أنحاء العالم للحداد على فقدانه".. بهذه العبارات أعلن قصر باكنجهام وفاة الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث الثانية عن 99 عاماً.
"التضحية".. كلمة تلخص علاقة الأمير الراحل فيليب دوق أدنبرة - أكبر رجال العائلة الملكية سناً - والملكة إليزابيث، فما فعله وهو في سن الخامسة والعشرين، كرره مرة أخرى في سن الخامسة والتسعين، ففي المرة الأولى تنازل عن ألقابه الملكية من أجل أن يفوز بالزواج من الملكة.. وفي المرة الثانية تنازل عن مهامه الرسمية لتقدم العمر الذي أفناه بجوارها، وبين تاريخ التنازلين 70 عاماً.


التزمت المملكة المتحدة الحداد حتى أن مراسم الجنازة كانت محدودة في ظل انتشار وباء "كوفيد - 19".. وإن كان القانون يجيز إقامة جنازة وطنية لزوج الملكة، لكنه أعرب عن رغبته قبل رحيله في أن يتم تشييعه في مراسم عسكرية أكثر تواضعاً في كنيسة القديس جورج في قصر ويندسور.
ابن الملك اليوناني
ولد الأمير فيليب في 10 يونيو 1921 في جزيرة كورفو اليونانية لعائلة الأمير أندريه (نجل الملك اليوناني جورج الأول) وزوجته الأميرة الألمانية أليسا (وهي حفيدة الملكة البريطانية فيكتوريا)، وتم تعميده على الطقوس المسيحية الأرثوذكسية..وفي عام 1922، نفيت عائلة الأمير أندريه من اليونان وانتقلت إلى باريس، ومنذ عام 1928 كان الأمير فيليب يقيم مع أقاربه في لندن.
وفي الثلاثينيات، تعلم الأمير فيليب في مدارس ألمانيا واسكتلندا، ثم في الكلية البحرية الملكية في دارتماوث.. وفي عام 1939 تعرف الأمير فيليب على الأميرتين إليزابيث (الملكة مستقبلاً) ومارغريت عندما رافقتا والديهما الملك جورج السادس والملكة الأم إليزابيث خلال زيارتهما إلى الكلية البحرية (وهم كانوا أقرباء من بعيد للأمير فيليب).. وأصبح الأمير فيليب، لدى تخرجه في الكلية عام 1940، أفضل تلميذ في دورته.
شارك في الحرب العالمية الثانية بصفوف البحرية الملكية، وفي عدد من العمليات القتالية الكبيرة، ومنها معركة كريت وغزو صقلية وأنهى الحرب برتبة ملازم أول.. وبدأ الأمير فيليب والأميرة إليزابيث تبادل الرسائل منذ أواخر الثلاثينيات، وفي 1946 توجه فيليب إلى الملك جورج بطلب يد ابنته، ووافق العاهل على ذلك فوراً.. وتم الإعلان عن خطوبة فيليب وإليزابيث رسميا في العاشر من يوليو 1947، ونظم حفل زفافهما الذي بث في مختلف أنحاء العالم عبر الإذاعة في 20 نوفمبر من نفس العام في كنيسة وستمنستر.. واضطر الأمير فيليب من أجل هذا الزواج إلى الموافقة على عدد من الشروط منها، الانتقال من المسيحية الأرثوذكسية إلى الإنجليكية والتخلي عن لقبي "أمير اليونان" و"أمير الدنمارك"، بالإضافة إلى التراجع عن فرصة منح اسمه العائلي لأبنائه.
وبعد اعتلاء زوجته العرش عام 1952، ركز الأمير فيليب على المهام الرسمية ونفذ العديد من الزيارات الخارجية.. وفي عام 1973 أصبح الأمير فيليب أول عضو في العائلة الملكية البريطانية يزور الاتحاد السوفييتي بزيارة غير رسمية.. كما كان الأمير فيليب يعرف بأنشطته المكثفة في مجال حماية البيئة، وترأس بين 1981 و1996 الصندوق العالمي للطبيعة.. وتخلى الأمير فيليب عن أداء واجباته الملكية في عام 2017 ولم يظهر على الجمهور منذ ذلك الحين إلا في مناسبات نادرة.
الأيام الأخيرة
نشرت صحف بريطانية تفاصيل الأيام الأخيرة من حياة الأمير الراحل فيليب زوج الملكة البريطانية إليزابيث الثانية التي كانت في قلعة وندسور في مقاطعة باركشير، جنوب شرقي إنجلترا، إحدى أماكن الإقامة الرسمية للعائلة الحاكمة ببريطانيا.. وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن حضور الأمير كان داعماً للملكة خلال الفترة الماضية، عندما حدثت دراما داخل الأسرة المالكة، بعد تصريحات الأمير هاري المبتعد عن العائلة وزوجته الأمريكية ميغان ماركل.. ورغم أن اعتلال صحة الأمير كانت واضحة للعينان وتظهر أن الأجل قد اقترب، إلا أن الزوجين كانا قادرين على الاستمتاع بوقتهما .
وفي الأسابيع الأخيرة، كان الأمير ينام معظم اليوم، لكن كان هناك متسع من الوقت، يصفو فيه ذهنه ويستمتع به مع الملكة.. وفي واقعة تظهر أنه كان واعياً بكل شيء، سقطت منه نظارة القراءة أثناء السير، فحاول أحد المساعدين التقاطها، لكن الأمير الراحل قال بعد أن رفع ذراعه "لا تهتم.. سأفعل ذلك بنفسي"، وفعل ذلك.
وتكرر الأمر، عندما رفض وضع جهاز تقوية السمع في أذنه، وسمعت الملكة وهي تقول: "هذا يعني أنه علينا الصراخ (حتى يسمعها الأمير)".. وأمضى الأمير فيليب أيامه الأخيرة في غرفته، بعد أن خرج من المستشفيات التي قضى فيها 28 يوماً، وكان الطعام يقدم له على طبق، فلم يكن يأكل على الطاولة أسوة بالآخرين، وكان مفتقداً للشهية.
الصريح الصادم
كان الأمير فيليب ضابطاً في البحرية يتحدث بصراحة صادمة، وساعد بصفته زوج الملكة إليزابيث المخلص في تحديث النظام الملكي في بريطانيا، لكن ربما كان أكثر ما سيعلق بأذهان الناس بعد رحيله شخصيته الخشنة على الساحة العامة.. فقد كان صريحاً سريع الغضب، وعاش في ظل المرأة التي أقيمت مراسم زواجهما في كنيسة وستمنستر عام 1947 وظل على الدوام يسير خلفها بخطوة في آلاف المناسبات التي حضرها معها طوال فترة ولايتها للعرش، وهي الأطول في التاريخ البريطاني.
وعلى الرغم من أنه لا يضطلع بدور رسمي، كان الأمير فيليب دوق إدنبره، أحد أكثر الشخصيات نفوذاً في العائلة المالكة على مدى أكثر من 70 عاماً.. ورغم أنه كان هدفاً لسهام النقد في كثير من الأحيان بسبب سلوكه وتصريحاته التي توصف أحياناً بالغلظة، قال أصدقاء إنه ضخ في عروق الأسرة المالكة فطنة وذكاء متقداً وطاقة متجددة باعتباره أقرب المقربين للملكة إليزابيث.
وقالت إليزابيث في 1997 في تكريم شخصي نادر للأمير فيليب في أثناء خطاب بمناسبة الذكرى الخمسين لزواجهما "لقد كان، بكل بساطة، مصدر قوتي وسندي طوال هذه السنوات".. وأضافت "أنا وكل أفراد عائلته، وهذه البلاد وكثير من البلدان الأخرى، ندين له بدين يفوق تصوره ويفوق ما نعرفه".. ولو أن الأمير شعر يوماً بغضاضة من حياته بوصفه قرين الملكة، فإنه لم يظهر ذلك في العلن قط.. لكن في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية بمناسبة عيد ميلاده التسعين، كشف أنه واجه صعوبة في الأيام الأولى حتى يجد دوراً لنفسه.. وقال "لم يحدث وضع كهذا من قبل.. ولو أني سألت أحداً "ماذا تتوقع مني أن أفعل؟" فلا إجابة سوى الصمت.. لم تكن لديهم فكرة".
اضطرابات سياسية واجتماعية
وُلد فيليب في عصر يكن الاحترام للنظام الملكي، وساعد الملكة في التغلب على أمواج الاضطرابات السياسية والاجتماعية في القرن العشرين لصياغة نظام ملكي صالح لعصر مختلف.. وبعد أن واجه بلاطاً ملكياً تقليدياً للغاية، أدخل إصلاحات على القصر وحاول تسخير قوة التلفزيون المتنامية في بث التأثير الملكي.. وضغط من أجل إذاعة مراسم تتويج الملكة في عام 1953 على الهواء مباشرة، وخلف الكواليس قضى على سلوكيات عفا عليها الزمن في القصر الذي اعتبره خانق الأجواء.. وكان أول فرد في العائلة المالكة يجري مقابلة تلفزيونية.
ومع ذلك، طالته في وقت لاحق من حياته انتقادات بعرقلة النظام الملكي عن التكيف مع العصر، وألقى المنتقدون بقدر من اللوم في فشل أبنائه في تكوين أسر سعيدة على أسلوبه المتعالي.. أنجب هو والملكة أربعة، هم تشارلز أمير ويلز (مواليد 1948) والأميرة آن (1950) والأمير آندرو (1960) والأمير إدوارد (1964).. وانتهت زيجات ثلاثة منهم بالطلاق.
"القوة والسند"
بالنسبة للملكة إليزابيث، كان فيليب زوجاً مسانداً يقول أفراد من الحاشية إنه كان الوحيد الذي يعاملها كإنسانة..وعلى الرغم من شائعات ترددت عن خيانته، بقي الزوجان معاً وبداً واضحاً بعد هذا العمر الطويل أنهما يكنان لبعضهما البعض مودة واحتراماً.. واحتفلا بالذكرى السبعين لزواجهما في نوفمبر تشرين الثاني 2017.
فيليب، نجل الأمير اليوناني المنفي آندرو وسليل الملكة فيكتوريا، جدة جد الملكة إليزابيث، لم يفز قط بقلوب جميع البريطانيين.. وكانت إليزابيث هي صاحبة السيادة، ولكن في شؤون العائلة كان فيليب هو رب الأسرة.. وبعد انهيار زواج الأميرة آن أولا ثم الأمير آندرو فالأمير تشارلز، أشار المراقبون لشؤون الأسرة المالكة بإصبع الاتهام للأمير فيليب واصفين إياه بالأب المهيمن البارد.. وعندما اهتزت شعبية قصر وندسور بعد موت الأميرة ديانا زوجة الأمير تشارلز الأولى عام 1997، اتهمه البعض بلعب دور في منع العائلة المالكة من التأقلم مع الدولة البريطانية الحديثة.
وبعد مرور عشر سنوات على موت ديانا في حادث سيارة في باريس وهي في السادسة والثلاثين من العمر، واجه فيليب حرجاً وهو يسمع اتهامات محمد الفايد، الذي كان يملك سابقاً متاجر هارودز الشهيرة في لندن والذي توفي ابنه في الحادث مع ديانا بعد أن جمعته بها قصة حب، بأن الأمير هو من أمر بقتلهما.. ورفضت هيئة محلفين هذه المزاعم، بعدما لم تجد دليلاً يدعمها. لكن مثل هذه الاتهامات أبرزت المشاعر المختلطة في البلاد تجاهه.
لماذا لم يكن ملكاً ؟
مع أنه عاش مع الملكة إليزابيث الثانية منذ أكثر من 70 عاماً وحتى قبل توليها العرش، إلا أن الأمير فيليب لم يحظ بلقب الملك.. حيث تزوج دوق إدنبره من الملكة إليزابيث الثانية قبل 5 سنوات من توليها العرش (عام 1947)، عندما كانت ولية للعهد، إبان حكم والدها الراحل، الملك جورج السادس.
وفي النظام الملكي البريطاني، ثمة قانون يتيح للمرأة التي تتزوج الملك أو ولي العهد أن تحصل على لقب ملكة عندما يتولى زوجها العرش.. لكن الرجال الذين يتزوجون الملكة لا يحصلون على لقب الملك، ويعتبر "الأمير القرين" فقط.. ويحصل الرجال على لقب الملك في حالة واحدة وهي الوراثة.
وكان الأمير فيليب عندما تزوج الملكة أميراً سابقاً على كل من اليونان والدنمارك، ولم يكن موضوعاً في قائمة من سيتولون العرش البريطاني.. واستغرق الأمر 5 سنوات حتى نال فيليب لقب الأمير، أي في عام 1957، إذ كان منذ زواجه بالملكة يحمل لقب دوق إدنبره فقط.. والغريب في الأمر، أن ابنه الأمير تشارلز مرشح لنيل لقب ملك بريطانيا.

الأمير تشارلز: أبي العزيز كان مميزاً جداً
أشاد تشارلز، أمير ويلز ولي عهد بريطانيا، بـ "والده العزيز"، دوق إدنبره الراحل، قائلاً إنه والأسرة المالكة يفتقدانه "بشدة".. وقال إنه قدم "خدمة متميزة ومخلصة" للملكة والعائلة المالكة والبلاد والكومنولث.. وأضاف الأمير أن والده كان "شخصية محبوبة ومقدّرة للغاية".. وقال، متحدثاً من منزله في هايغروف في جلوسيسترشاير أن العائلة المالكة "تأثرت بعمق" بعدد الأشخاص في المملكة المتحدة وحول العالم والكومنولث الذين قال إنهم يشاركوننا "خسارتنا وحزننا".. وأردف أن "أبي العزيز" كان "شخصاً مميزاً للغاية .. وقبل كل شيء، كان سيذهل من رد الفعل والأشياء المؤثرة التي قيلت عنه".. وقال الأمير إنه وعائلته "ممتنان للغاية" لهذا الأمر، مضيفاً: "سيكون ذلك عوناً لنا في هذه الخسارة بالذات وفي هذا الوقت الحزين بشكل خاص".

الأمير فيليب.. الرجل الذي أحبته مضامير السباقات البريطانية
خيّم الحزن على مجتمع الفروسية في بريطانيا، عقب إعلان قصر بكينغهام وفاة الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية.. وعلى الرغم من عدم انخراط الراحل الكبير في سباقات الخيل كملاك، إلا أنه كان يحظى باحترام وتقدير كبيرين من مجتمع الفروسية كونه العضو الفخري لـ "الجوكي كلوب" البريطاني منذ العام 1947، والمرافق الدائم لزوجته الملكة إليزابيث الثانية خلال حضورهما سباقات الـ "ديربي الإنجليزي" ومهرجان "رويال آسكوت" الملكي، والذي يتضمن سباقاً يحمل لقبه الملكي الرسمي "دوق أدنبرة" كما عرف عنه حبه لرياضة البولو.
وكشف جون وارن مستشار الملكة إليزابيث الثانية في شؤون سباقات الخيل والسلالات، أن الأمير الراحل وعلى الرغم من عدم دخوله لعالم الفروسية والسباقات إلا أنه أبدى اهتماماً واسعاً بالخيول خصوصاً في مجال التربية والتهجين.. وأضاف قائلاً: "الأمير فيليب كان دائماً يشجع ويدعم زوجته الملكة إليزابيث الثانية أثناء مشاركة خيولها في السباقات، ويتابع عن كثب الإنجازات التي تحققها إسطبلات الملكة، بالإضافة إلى مرافقته لها خلال سباقات الـ"ديربي الإنجليزي" و"مهرجان"رويال آسكوت" .



اخترنا لكم